أما وإن ازدحمت بمهلكه الأوصاب وفدح الرزء وجل المصاب حتى لا نألف التأساء فلقد سر الموت من حيث ساء خلفنا بدهر ما فيه غير مصائب ولا يبالي من أقصد سهمه الصائب فيا فقيد الندى ما كان أجدرك بالخلود وأخلقك ويا جواد عمره ما كان أقصر طلقك ثوى حين استوى وتوارى إذ ملأ الأفق أنوارا وكسف حين بلغ الكمال فكان كالغصن عندما اعتدل مال أو كالشهاب عندما استقام حار .
( وكذاك عمر كواكب الأسحار ... ) .
هذه اليراعة التحفت بعده الضنى والصحف تطوي على جهالة وتحني وعهدي به إن امتطى راحته اليراع راع أو دبج الأوراق راق أو استدر طبعه السلسال سال وأي روض أراد راد ومتى أراغ الإنشاء أحسن إن شاء فحق للفؤاد أن يستعر بوقده وللمدامع أن تسيل دما على فقده بيد أنه الموت لا بد أن نرد مشرعه ونسيغ على شرق به جرعه فإنا زرع يحصده الذي ازدرعه وصبرا يا ذوي أرحامه وبنيه ومن مر في غلواء الوجد فالسلوان يثنيه وشحا على أجركم لا يذهب به الجزع ويفنيه والله يزلف الفقيد من رحمته ويدنيه ويقطفه زهر رضوانه ويجنيه وييسر لكم العزاء الأجمل برحمته ويسنيه والسلام انتهت .
قطع زهدية .
ويرحم الله القائل .
( كل جمع إلى الشتات يصير ... أي صفو ما شابه تكدير )