يحفل بفوته على أنه اهتز العرش لموته وأودى بحمزة ومقعده من النبوة مقعد الأبوة وشفى من عمار صدور الأسل وأردى مالكا بشربة من عسل ولم يعبأ بمضاء عمرو ولا بحلم معاوية ودهاء عمرو .
فيا له من خطب مود بكل يابس ورطب يشرب ماء الأعمار ويجعل الأحداث منازل الأقمار ويلوك السوقة والأملاك ولا يبالي أيه لاك لا يقبل شفيعا ولا يغادر منحطا ولا رفيعا ها هو اعتمد نور علا فكسفه وطود حلم فنسفه وأعلق المجد في حباله وأقصد الفضل بنباله وفجع كنانة بسهم لم ينثل مثله من كنانة فيا طارق الأعين لقد بؤت بأنفس الأعلاق ويا ناعيه لقد نعيت باسق الأخلاق رويدا أسائلك عمن لم تضع لديه وسائلك أين سماحه وطلاقته أين كلفه بالحمد وعلاقته ما الذي ثنى عطفه من الارتياح أم أين عافيه من ذلك الإمتياح أم من يؤلف أمنية كما ألفت السحب أيدي الرياح .
فيا هبة الحمد اطوي عرفك فما تنشق ويا ربة المجد أقصري طرفك فما تعشق ويا معشر عفاته كيف حييتم وقد علمتم بوفاته ويا زمر أماله صفرت أيديكم من إجماله ويا أخاير صحابه أين مواقع سحابه ويا بني ولائه من يتبوأ مقام علائه ويا منافسي شيمه من يجود بمثل ديمه ويا منازعي كرمه من يطيف المعتفين بمثل حرمه ويا حاسدي هممه من له كحفاظه وذممه .
سيدي لقد أضاءت مساعيك وأشرقت وأغصت الحاسدين طرا وأشرقت وحسبهم أن لم ينتبهوا إلا إذا نمت ولا نطقوا إلا حين مت وليهن ملاك وصحبك أن أحيتك صنائعك وقد قضيت نحبك وإن حم فناؤك فقد أبقى الحياة الخالدة ثناؤك