الوزير الشهير أبي جعفر ابن جبير الأندلسي C تعالى إلى بنيه وهي مما يصلح أن يوصف بمثلها لسان الدين C تعالى وفيها عزاء بمن مضى ونصها .
عزاء يا كواكب الهدى في بدركم الذي تحيفه الردى وفجع به الفضل والندى فقل لشهب أن تنكدر على فراقه وللصبح أن يخبو نور إشراقه وللريح أن تمزق صدارا وللأهلة أن لا تعرف إبدارا ولليل أن يشتمل خميصة الحزن وللسماء أن تبكيه بأدمع المزن وللرعد أن ينتحب لوفاته وللبرق أن يحكي برجفاته أفئدة عفاته وللثريا ينفصم سوارها وللشمس أن تنكسف أنوارها وللنثرة تنثر كواكبها وللجوزاء أن تنفض مناكبها وللنيرات أن ترفض مواكبها وللرامح أن يبيت أعزلا وللبدر أن لا يألف منزلا وللمجرة أن يفيض دمعا نهرها وللغميصاء أن يطرد بكاؤها وسهرها وللروض أن يفارق إمراعه وللأوراق أن يهتف بما راعه وللغصون أن تنهصر لهتفه وتتقصف أسفا على حتفه .
ولكن هو الحمام يختل ويختر ولا يحفل بمن يتر يعدم ما أوجده الكون ويذيل من أكنفه الصون وأين بنا عن مكافح لا نقاتله ورام أرواحنا مقاتله لا يد به ناصرة وعزمته قاصرة للقياصرة ويمينه كاسرة للأكاسرة لم يبق من رسم لطسم ولا من إحسان لغسان ولا من أياد لإياد ولا من سلطان لقحطان ولا من نجيب لتجيب ولاشرف ضخم للخم لم يكن له عن اليمنيين إقصار ومنهم الأنصار وهم أسماع للنبي وأبصار وعمد إلى المصابيح من مضر يطفيها هذا والوحي يتنزل فيها ولم يصخ في الصديق إلىالتصديق وأصمى الفاروق برداه وحكم فيه أبا لؤلؤة ومداه وأمكن صرف الأقدار من شهيد الدار ولم يرع من علي بالبسالة والذبل العسالة ولا أبقى سبطيه وقد تفقأت عنهما بيضة الرسالة وأذهب الزبير حواري الرسول وحنظلة وهو بأيدي الملائكة مغسول وأفات ابن معاذ ولم