( واختر لنفسك أمرا أنت آمره ... كأنني لم أكن يوما ولم تكن ) .
ودخل السلطان أبو الحسن سجلماسة عنوة على أخيه السلطان أبي علي عمر سنة 734 وجاء به في الكبل لفاس ثم قتله بالفصد والخنق في ربيع الأول من السنة وكان القبض عليه في المحرم C تعالى .
ومما وجد مكتوبا على قصر بعض السلاطين .
( قد كان صاحب هذا القصر مغتبطا ... في ظل عيش يخاف الناس من باسه ) .
( فبينما هو مسرور بلذته ... في مجلس اللهو مغبوط بجلاسة ) .
( إذ جاءه بغتة ما لا مرد له ... فخر ميتا وزال التاج عن راسه ) .
رجع إلى أخبار لسان الدين ابن الخطيب C تعالى قلت وقد زرت قبره مرارا C تعالى بفاس المحروسة فوق باب المدينة الذي يقال له باب الشريعة وهو يسمى الآن باب المحروق وشاهدت موضع دفنه غير مستو مع الأرض بل ينزل إليه بانحدار كثير ويزعم الجل من عوام فاس أن الباب المذكور إنما سمي بباب المحروق لأجل ما وقع من حرق لسان الدين به حين أخرجه بعض أعدائه من حفرته كما مر وليس كذلك وإنما سمي باب المحروق في دولة الموحدين قبل أن يوجد لسان الدين ولا أبوه بسبب ثائر ثار على الدولة فأمسك وأحرق ذلك المحل والله غالب على أمره وحصل لي من الخشوع والحزن زيارة قبره C تعالى ما لا مزيد عليه جعل الله له تلك المحن كفارة وطهره فإنه كان آية الله علما وجلالة وحكمة وشهرة .
رسالة في العزاء بأبي جعفر ابن جبير .
وقد تذكرت عند كتبي هذا المحل رسالة كتبها بعض أئمة المغرب في عزاء