كثيرا من الملوك الذين أبادهم الدهر وطحنهم برحاه وصيرهم أثرا بعد عين ففيها ما يوقظ النوام وأولها .
( الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور ) .
وبالجملة فالأمر كما قال ابن الهبارية .
( الموت لا يبقي أحد ... ولا والدا ولا ولد ) .
( مات لبيد ولبد ... وخلد الفرد الصمد ) .
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) اللهم اختم لنا بالحسنى وردنا إليك ردا جميلا .
وتذكرت هنا أيضا مرثية على روي مرثية المنجنيقي السابقة منها .
( أين أهل الديار من قوم نوح ... ثم عاد من بعدهم وثمود ) .
( بينما هم على الأسرة والأنماط ... أفضت إلى التراب الخدود ) .
( ثم لم ينقض الحديث ولكن ... بعد ذا الوعد كله والوعيد ) .
( وأطباء بعدهم لحقوهم ... ضل عنهم سعوطهم واللدود ) .
( وصحيح أضحى يعود مريضا ... وهو أدنى للموت ممن يعود ) .
وما أحكم قول السلطان أبي علي ابن السلطان أبي سعيد المريني يخاطب أخاه السلطان أبا الحسن وقد حصره بسجلماسة حتى أخذه قسرا .
( فلا يغرنك الدهر الخئون فكم ... أباد من كان قبلي يا أبا الحسن ) .
( الدهر مذ كان لا يبقي على صفة ... لا بد من فرح فيه ومن حزن ) .
( أين الملوك التي كانت تهابهم ... أسد العرين ثووا في اللحد والكفن ) .
( بعد الأسرة والتيجان قد محيت ... رسومها وعفت عن كل ذي حسن ) .
( فاعمل لأخرى وكن بالله مؤتمرا ... واستعن بالله في سر وفي علن )