( أين هابيل أين قابيل إذ هذا ... لهذا معاند وحسود ) .
( أين نوح ومن نجا معه بالفلك ... والعالمون طرا فقيد ) .
( أسلمته الأيام كالطفل للموت ... ولم يغن عمره الممدود ) .
( أين عاد بل أين جنة عاد ... إرم أين صالح وثمود ) .
( أين إبراهيم الذي شاد بيت الله ... فهو المعظم المقصود ) .
( أين إسحاق أين يعقوب أم أين ... بنوه وعدهم والعديد ) .
( حسدوا يوسفا أخاهم فكادوه ... ومات الحساد والمحسود ) .
( وسليمان في النبوة والملك ... قضى مثلما قضى داود ) .
( ذهبا بعدما أطاع لذا الخلق ... وهذا له ألين الحديد ) .
( وابن عمران بعد آياته التسع ... وشق الخضم فهو صعيد ) .
( والمسيح ابن مريم وهو روح الله ... كادت تقضي عليه اليهود ) .
( وقضى سيد النبيين والهادي ... إلى الحق أحمد المحمود ) .
( وبنوه وآله الطاهرون الزهر ... صلى عليهم المعبود ) .
( ونجوم السماء منتثرات ... بعد حين وللهواء ركود ) .
( ولنار الدنيا التي توقد الصخر ... خمود وللمياه جمود ) .
( وكذا للثرى غداة يقوم الناس ... منها تزلزل وهمود ) .
( هذه الأمهات نار وترب ... وهواء رطب وماء برود ) .
( سوف تفنى كما فنينا فلا يبقى ... من الخلق والد ووليد ) .
( لا الشقي الغوي من نوب الأيام ... ينجو ولا السعيد الرشيد ) .
( ومتى سلت المنايا سيوفا ... فالموالي حصيدها والعبيد ) .
العبرة من مراث أخرى .
وأما قصيدة ابن عبدون الأندلسي التي رثى بها بني الأفطس وذكر فيها