مرزوق والعجب كل العجب أن جميع ما خاطبني به أبقاه الله تعالى تحلى به أجمع وابتلى بما منه حذر كأنه خاطب نفسه وأنذرها بما وقع له فالله تعالى يحسن له الخاتمة والخلاص انتهى .
وكتب تحت كلام ابن مرزوق هذا بخطه ابن لسان الدين علي ما نصه صدق والله سيدي أبو عبد الله ابن مرزوق كان الله تعالى له قاله ولده ابن المؤلف انتهى .
قلت وهذا الذي قاله ابن مرزوق كان في حياة ابن الخطيب ولذلك دعا له بالبقاء وبحسن الخاتمة والخلاص وقد أسفر الغيب عن محنته ثم قتله على الوجه الذي وصفه أثناء هذه الرسالة إذ قال وأما ضده من عدو يتحكم وينتقم وحوت بغي يبتلع ويلتقم ومطبق يحجب الهواء ويطيل في التراب الثواء وثعبان قيد يعض الساق وشؤبوب عذاب يمزق الأبشار الرقاق وغيلة يهديها الواقب الغاسق ويجرعها العدو الفاسق فصرف السوق وسلعته المعتادة الطروق مع الأفول والشروق فإنه C تعالى حصل له ما ذكر ثم اغتاله ليلا وخنقه في محبسه عدوه الفاسق سليمان بن داود كما تقدمت الإشارة إلى ذلك فالله تعالى يثيبه بهذه الشهادة .
مرثية المنجنيقي .
وقد تذكرت هنا مرثية ابن صابر المنجنيقي وهي .
( هل لمن يرتجي البقاء خلود ... وسوى الله كل شيء يبيد ) .
( والذي كان من تراب وإن عاش ... طويلا إلى التراب يعود ) .
( فمصير الأنام طرا لما صار ... إليه آباؤهم والجدود ) .
( أين حوا أن أين آدم إذ فاتهما ... الملك والثوا والخلود )