هذا الصنف العلامة الخطيب أبا عبد الله ابن مرزوق رحم الله الجميع .
رسالته إلى ابن مرزوق ينصحه برفض الدنيا .
ومن كلام لسان الدين C تعالى رسالة في أحوال خدمة الدولة ومصائرهم وتنبيههم على النظر في عواقب الرياسة بعيون بصائرهم عبر فيها عن ذوق ووجدان وليس الخبر كالعيان وخاطب بها الإمام الخطيب عين الأعيان سيدي أبا عبد الله ابن مرزوق وكأنه أعني لسان الدين أشار ببعض فصولها إلى نفسه ونطق بالغيب في نكبته التي قادته إلى رمسه وكان ذلك منه عندما أراد التخلي عن خدمة الملوك والتحلي بزينة أهل التصوف والسلوك فلم يرد الله أن تكون مهجته نائية عن ساحة الظلمة خارجة وأراد سامحه الله وغفر له عمرا وأراد الله خارجة وصورة ما قاله C تعالى .
وأحسست منه يعني ابن مرزوق في بعض كتبه الواردة إلي صاغية إلي الدنيا وحنينا لما بلاه من غرورها فحملني الطور الذي ارتكبته في هذه الأيام بتوفيق الله على أن أخاطبه بهذه الرسالة وحقها أن يجعلها خدمة الملوك ممن ينسب إلى نبل ويلم بمعرفة مصحفا يدرسه وشعارا يلتزمه وهي .
سيدي الذي يده البيضاء لم تذهب بشهرتها المكافاة ولم تختلف في مدحها الأفعال ولا تغايرت الصفات ولا تزال تعترف بها العظام الرفات أطلقك الله من أسر كل الكون كما أطلقك من أسر بعضه وزهدك في سمائه الفانية وفي أرضه وحقر الحظ في عين بصيرتك بما يحملك على رفضه اتصل بي الخبر السار من تركك لشأنك وإجناء الله تعالى إياك ثمرة إحسانك وإنجياب ظلام الشدة الحالك عن أفق حالك فكبرت وفي الفرج من بعد الشدة اعتبرت لا بسوى ذلك من رضى مخلوق يؤمر فيأتمر ويدعوه القضاء فيبتدر إنما هو فيء وظل ليس له من الأمر شيء ونسأله جل وعلا أن يجعلها آخر عهدك بالدنيا