تأملها بعين اليقين فكابدت أيام تلك الولاية النكدة من النكاية باستحقاركم للقضايا الشرعية وتهاونكم بالأمور الدينية ما يعظم الله به الأجر وذلك في جملة مسائل منها مسألة ابن الزبير المقتول على الزندقة بعد تقضي موجباته على كره منكم ومنها مسألة ابن أبي العيش المثقف في السجن على آرائه المضلة التي كان منها دخوله على زوجه إثر تطليقه إياها بالثلاث وزعمه أن رسول الله أمره مشافهة بالاستمتاع بها فحملتم أحد ناسكم تناول إخراجه من الثقاف من غير مبالاة بأحد ومنها أن أحد الفتيان المتعلقين بكم توجهت عليه المطالبة بدم قتيل وسيق المدعى عليه للذبح بغير سكين فما وسعني ولي الدم وسرحتم الفتى المطلوب على الفور إلى غير ذلك مما لا يسع الوقت شرحه ولا يجمل بي ولا بكم ذكره والمسألة الأخرى أنتم توليتم كبرها حتى جرى فيها القدر بما جرى به من الانفصال والحمد لله على كل حال وأما الرمي بكذا وكذا مما لا علم لنا بسببه ولا عذر لكم من الحق في التكلم به فشيء قلما يقع مثله من البهتان ممن كان يرجو لقاء ربه وكلامكم في المدح والهجو هو عندي من قبيل اللغو الذي نمر به كراما والحمد لله فكثروا أو قللوا من أي نوع شئتم أنتم وما ترضونه لنفسكم وما فهت لكم بما فهت الكلام إلا على جهة الإعلام لا على جهة الانفعال لما صدر أو يصدر من الأقوال والأفعال فمذهبي غير مذهبكم وعندي ما ليس عندكم .
وكذلك رأيتكم تكثرون في مخاطباتكم من لفظ الرقية في معرض الإنكار لوجود نفعها والرمي بالمنقصة والحمق لمستعملها ولو كنتم قد نظرتم في شيء من كتب السنة وسير الأمة المسلمة نظر مصدق لما وسعكم إنكار ما أنكرتم وكتبه بخط يدكم فهو قادح كبير في عقيدة دينكم فقد ثبت بالإجماع في سورة الفلق أنها خطاب للنبي وانه المراد بها هو وآحاد