يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منها شيئا تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها الحديث الشهير قال صاحب المعلم بطح لها بقاع قرقر أي ألقي على وجهه والقاع المستوي من الأرض والقرقر كذلك هذا ما حضر الجواب وبقي في مكتوبكم حشو كثير من كلام إقذاع وفحش بعيد من والحياء رأيت من الصواب الإعراض عن ذكره وصون اليد عن الاستعمال فيه والظاهر أنه إنما صدر منكم وأنتم بحال مرض فلا حرج فيه عليكم أنسأ الله تعالى أجلكم ومكن أمنكم وسكن وجلكم ومنه جل اسمه نسأل لي ولكم حسن الخاتمة والفوز بالسعادة الدائمة والسلام الأتم يعتمدكم والرحمات والبركات من كاتبه علي بن عبد الله بن الحسن وفقه الله وذلك بتاريخ أخريات جمادى الأولى من عام ثلاثة وسبعين وسبعمائة .
وقيد C تعالى في مدرج طي هذا الكتاب ما نصه يا أخي أصلحني الله وإياكم بقي من الحديث شيء من الصواب الخروج عنه لكم إذ هذا أوانه وتأخير البيان عن وقت الحاجة فيه ما فيه وليكون البناء بعد أن كان على أصل صحيح بحول الله وحاصله أنكم عددتم ما شاركتكم فيه بحسب الأوقات وقطعتم بنسبة المور كلها إلى أنفسكم وإنها إنما صدرت عن أمركم وبإذنكم من غير مشارك في شيء منها لكم ثم مننتم بها المن القبيح المبطل لعمل بركم على تقدير التسليم في فعله لكم ورميتم غيركم بالتقصير في حاله كله طريقة من يبصر القذى في عين أخيه ويدع الجذع في عينه وأقصى ما تسنى للمحب أيام كونكم بالأندلس تقلد كلفة قضاء الجماعة وما كان إلا أن وليتها بقضاء الله وقدره فقد تبين لكل ذي عقل سليم أنه لا موجد إلا الله وأنه إذا كان كذلك كان الخير والشر والطاعة والمعصية حاصلا بإيجاده سبحانه وتخليقه وتكوينه من غير عاضد له على تحصيل مراده ولا معين ولكنه جلت قدرته وعد فاعل الخير بالثواب فضلا منه واوعد فاعل الشر بالعقاب عدلا منه وكأني بكم تضحكون من تقرير هذه المقدمة وما أحوجكم إلى