ولم يقنعه ذلك حتى ألف فيه خلع الرسن في وصف القاضي ابن الحسن .
كتاب من النباهي إلى لسان الدين .
وقد وقفت بفاس المحروسة على كتاب مطول كتبه ابن الحسن للسان الدين بعد تحوله عن الأندلس ونص ما تعلق به الغرض هنا .
فشرعتم في الشراء وتشييد البناء وتركتم الاستعداد لهاذم اللذات هيهات هيهات تبنون ما لا تسكنون وتدخرون ما لا تأكلون وتؤملون ما لا تدركون ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ) النساء 78 فأين المهرب مما هو كائن ونحن إنما نتقلب في قدرة الطالب شرقتم أو غربتم الأيام تتقاضى الدين وتنادي بالنفس الفرارة إلى أين إلى أين ونترك الكلام مع الناقد فيما ارتكبه من تزكية نفسه وعد ما جلبه من مناقبه ما عدا ما هدد به من حديد لسانه خشية اندراجه في نمط من قال فيه رسول الله ( إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه ) ولا غيبة فيمن ألقى جلباب الحياء عن وجهه ونرحمه على ما أبداه أو أهداه من العيوب التي نسبها لأخيه واستراح على قوله بها فيه ونذكره على طريقة نصيحة الدين بالحديث الثابت في الصحيح عن رسول الله وهو قوله ( أتدرون من المفلس ) قالوا المفلس فينا من لا دراهم له ولا متاع فقال إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا حسناته وهذا من حسناته فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار ) ويعلم الله أن معنى هذا الحديث الثابت