المذكور وصل إلينا بغرناطة في بعض حوائجه ودخل إلي بدار سكناي مجاور القصر السلطاني بحمراء غرناطة وعندي القاضي اليوم بغرناطة وغيره من أهل الدولة وبيده كتاب من سلطان المغرب محمد بن أبي عبد الرحمن ابن السلطان الكبير المولى أبي الحسن وكان محمد هذا قد فر إلى صاحب قشتالة واستدعى من قبله إلى الملك فسهل له ذلك وشرط عليه ما شاء وربما وصله خطابه بما لم يقنعه في إطرائه فقال لي مولاي السلطان دن بطره يسلم عليك ويقول لك انظر مخاطبة هذا الشخص وكان بالأمس كلبا من كلاب بابه حتى ترى خسارة الكرامة فيه فأخذت الكتاب من يده وقرأته وقلت له أبلغه عني أن هذا الكلام ما جرك إليه إلا خلو بابك من الشيوخ الذين يعرفونك بالكلاب وبالأسود وبمن تغسل الأيدي منهم إذا قبلوها فتعلم من الكلب الذي تغسل اليد منه ومن لا وإن جد هذا الولد هو الذي قبل جدك يده واستدعى الماء لغسل يده منه بمحضر النصارى والمسلمين ونسبة الجد إلى الجد كنسبة الحفيد للحفيد وكونه لجأ إلى بلادك ليس بعار عليه وأنت معرض إلى اللجإ إليه فيكافئك بأضعاف ما عاملته به فقال أبو الحسن المستقضي يبكي ويقبل يدي ويصفني بولي الله وكذلك من حضرني وتوجه إلى المغرب رسولا فقص علي بني مرين خبر ما شاهده مني وسمعه وبالحضرة اليوم ممن تلقى منه ذلك كثير جعل الله تعالى ذلك خالصا لوجهه انتهى .
وقد أثنى لسان الدين في الإحاطة على القاضي ابن الحسن المذكور كما سيأتي وقال في ترجمة السلطان ابن الأحمر ما نصه ثم قدم للقضاء الفقيه الحسيب أبا الحسن وهو عين الأعيان بمالقة الخصوص برسم التجلة والقيام بالعقد والحل فسدد وقارب وحمل الكل وأحسن مصاحبة الخطبة والخطة وأكرم المشيخة مع النزاهة ولم يقف في التأتي على غاية فاتفق على رجاحته ولم يقف في عند غاية انتهى وحين أظلم الجو بينه وبين لسان الدين ذكره في الكتيبة الكامنة بما يباين ما سبق ولقبه بالجعسوس