وقد ذكرنا في الباب الأول قول لسان الدين C تعالى في قصيدته النونية .
( تلون إخواني علي وقد جنت ... علي خطوب جمة ذات ألوان ) .
( وما كنت أدري قبل أن يتنكروا ... بأن خواني كان مجمع خواني ) .
( وكانت وقد حم القضاء صنائعي ... علي بما لا أرتضي شر أعوان ) .
ولقد صدق C تعالى على أنه قال هذه القصيدة في النكبة الأولى التي انتقل فيها مع سلطانه إلى المغرب كما مر مفصلا وكأنه عبر عن هذه المحنة الأخيرة التي ذهبت فيها نفسه على يد صنائعه الكاتب ابن زمرك والقاضي ابن الحسن سامح الله الجميع .
ويرحم الله أبا إسحاق التلمساني صاحب الرجز في الفرائض حيث يقول .
( الغدر في الناس شيمة سلفت ... قد طال بين الورى تصرفها ) .
( ما كل من قد سرت له نعم ... منك يرى قدرها ويعرفها ) .
( بل ربما أعقب الجزاء بها ... مضرة عز عنك مصرفها ) .
( أما ترى الشمس كيف تعطف بالنور ... على البدر وهعو يكسفها ) .
وقال لسان الدين بعد ذكره أن ملك النصارى دون جانجه بن دون الفنش استنصر على أبيه بالسلطان المجاهد أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق المريني ولاذ به ورهن عنده تاجه ذخيرة النصارى ولقيه بصخرة عباد من أحواز رندة فسلم عليه ويقال إن أمير المسلمين لما فرغ من ذلك طلب بلسان زناتة الماء ليغسل يده به من قبلة الفنش أو مصافحته ما نصه والشيء بالشيء يذكر فأثبت حكاية اتفقت لي بسبب ذلك أستدعي بها الدعاء ممن يحسن عنده موقعها وهي أن اليهودي الحكيم ابن زرزار على عهد ملك النصارى حفيد هذا الفنش