للدين والآن قلادة التقوى منوطة بقلم اعلام الملوك المهتدين ثم ذكر ما يطول من فصول وربما اشتملت على فضول وملخصه مثل ما ذكر ابن خلدون .
تتمة الخبر عن نهاية لسان الدين نقلا عن ابن خلدون .
ثم ساق قاضي القضاة ابن خلدون بعد ما تقدم جلبه من تاريخه الكلام على محنة لسان الدين ابن الخطيب ووفاته مقتولا C تعالى فقال ما صورته ولما استولى السلطان أبو العباس على البلد الجديد دار ملكه فاتح ست وسبعين استقل بسلطانه والوزير محمد بن عثمان مستبد عليه وسليمان بن داود بن أعراب كبير بني عسكر رديفة وقد كان الشرط وقع بينه وبين السلطان ابن الأحمر عندما بويع بطنجة على نكبة الوزير ابن الخطيب وإسلامه إليه لما نمي إليه عنه أنه كان يغري السلطان عبد العزير بملك الأندلس فلما زحف السلطان أبو العباس من طنجة ولقيه أبو بكر ابن غازي بساحة البلد الجديد فهزمه السلطان ولازمه بالحصار أوى معه ابن الخطيب إلى البلد الجديد خوفا على نفسه فلما استولى السلطان على البلد أقام أياما ثم أغراه سليمان بن داود بالقبض على ابن الخطيب فقبضوا عليه وأودعوه السجن وطيروا بالخبر إلى السلطان ابن الأحمر وكان سليمان بن داود شديد العداوة لابن الخطيب لما كان سليمان قد بايعه السلطان ابن الأحمر على مشيخة الغزاة بالأندلس متى أعاده الله تعالى إلى ملكه فلما استقر إليه سلطانه أجاز إليه سليمان سفيرا عن الوزير عمر بن عبد الله ومقتضيا عهده من السلطان فصده الوزير ابن الخطيب عن ذلك محتجا بأن تلك الرياسة إنما هي لأعياص الملك من بني عبد الحق لأنهم يعسوب زناتة فرجع سليمان وأثار حقد ذلك لابن الخطيب ثم جاوز الأندلس لمحل إمارته من جبل الفتح فكانت تقع بينه وبين ابن الخطيب مكاتبات