وقوله في إجابة السفهاء من الهاتفين بالسور موطئا معجبا رحمة الله تعالى عليه .
( وذموا وما يعنون إلا مذمما ... وأنت بحمد الله تدعى محمدا ) .
وقول حامل اللواء الآتي ذكره في تضاعيف الأسماء .
( أما مرامك في عراض البيد ... فمبلغ ما شئت من مقصود ) .
( والهجر إن ألقته ألسنة العدا ... يأباه فضل مقامك المحمود ) .
( سحقا لهم سفهاء كل قبيلة ... شذت مقالتهم عن المعهود ) .
( قد ضلت الأحلام منهم رشدها ... هذا ومنك الحلم غير بعيد ) .
( مع عزمة لو شئت هدت كل ما ... قد أحكموا من معلم ومشيد ) .
إلى أن قال الخبر عن اجتماع الأميرين أبي العباس وأبي زيد متصاحبين ومترافقين على استخلاص مدينة فاس من يد الوزير أبي بكر ابن غازي بن الكاس وكتب الرئيس أبو عبد الله ابن زمرك في مخلص هذه الكائنة حث الوزير محمد ابن عثمان السير في وسط عام خمسة وسبعين وسبعمائة وتلاقى بسلطانه أبي العباس مع الأمير أبي زيد عبد الرحمن واستقلا بالطائلة وحصلا من التضييق على السعيد الطفل الصغير وعلى وزيره أبي بكر ابن غازي في متسع الخطة ورحيب ذرع الخلافة وتصالحا عن رضى وتسليم منهما ومن أشياعهما على تسليم السعيد إلى اللحاق بمن كان في طنجة من الأمراء واتصل السلطان عبد الرحمن بمراكش فكان ملكها وجابي أموالها وتملك السلطان أبو العباس مدينة فاس وما إلى البلاد الساحلة وسواها مما يحتوي عليه ملك المدينة البيضاء برا وبحرا .
وعبر كاتب الدولة عن المدينة وعن الطفل متملكها بقوله وإلى هذا فقد ارتفع الالتباس واطرد القياس وغير خفي عن ذي عقل سليم وذي تفويض للحق وتسليم أن دار الملك المريني كمامة بلا زهر ورياض بلا نهر إن لم يقتعد كرسيها من يزين جيدها ويجيد حليها وآن أوان البشرى لمن يمتعض