الجديد سابع المحرم وارتحل الأمير عبد الرحمن يومئذ إلى مراكش واستولى عليها انتهى .
رواية ابن الأحمر .
وقال حفيد السلطان ابن الأحمر في تاريخه ما صورته لما لحق الرئيس أبو عبد الله ابن الخطيب بالمغرب عام اثنين وسبعين وسبعمائة وكان من وفاة مجيره والمحامي عنه السلطان عبد العزيز ما ألمعنا بذكره شد الوزير أبو بكر ابن غازي يده على ابن الخطيب بانيا على أشد الأشياء ألا يسلمه لمولانا جدنا مع توقع البغضاء واقتدى هذا الوزير بالسلطان عبد العزيز في إعراضه عن العقود الموجهة من الأندلس بالمقذع من موبقات ابن الخطيب ولج في الغلواء وسجل موجبات الوفاء والبواعث من مولانا جدنا تتزايد والأساطيل تتجهز والآراء بالقصد الخطير ينتقي منها الصواب ويتخير حتى خيم مولانا جدنا بظاهر جبل الفتح وكان إذ ذاك راجعا إلى إيالة المغرب فأناخ عليه ككل الجيش وأهمهم ثقل الوطأة ولم يبال مولانا جدنا بما أرسلت آناء الليل وأطراف النهار من شآبيب الأنفاط والجوار من باب الشطائين قريب والخالصة من الثقات مستريب والنجاة من تلك الأهوال من الأمر الغريب ولم يبق بغرناطة من له خلوص ولا من ترامى به همة إلا وأعمل السير الحثيث ولحق بمولانا جدنا لحاق المحب بالحبيب حتى اهل العلم والرجاحة والحلم ولا كالسيد الإمام الأستاذ أبي سعيد قطب الجملة وعميد الملة وهو الذي بلغنا نظمه في هذه الوجهة وعندما ألقى عصا التسيار في الجهة القريبة من أولي العداوة ومن ذلك قصيدته المشهورة التي أولها .
( يا جبل الفتح استلمت نفوسنا ... فلا قلب إلا نحو مغناك قد سبق ) .
( فأرسلت إذ جئناك فينا صواعقا ... تخال بها جو السماء قد انطبق )