إليه من ينيب .
ورأينا أن نطالع علومكم الشريفة بهذا الواقع تسبيبا للمفاتحة المعتمدة وتمهيدا للموالاة المجددة فأخبار الأقطار مما تنفقه الملوك على أسمارها وترقم ببدائعه هالات أقمارها وتستفيد منه حسن السير والأمان من الغير وتستعين على الدهر بالتجارب وتستدل بالشاهد على الغائب وبلادكم ينبوع الخير وأهله ورواق الإسلام الذي يأوى قريبه وبعيده إلى ظله ومطلع نور الرسالة وأفق الرحمة المنثالة منه تقدم علينا الكواكب تضرب آباط أفلاكها وتتخلل مداريها المذهبة غدائر أحلاكها وتستعلي البدور ثم يدعوها إلى المغرب الحدور وتطلع الشمس متجردة من كمائم ليلها متهادية في دركات ميلها ثم تسحب إلى الغروب فضل ذيلها ومن تلقائكم ورد العلم والعمل وأرعى الهمل .
فنحن نستوهب من مظان الأجابة لديكم دعاء يقوم لنا مقام المدد ويعدل منه الشيء بالمال والعدد ففي دعاء المؤمن بظهر الغيب ما فيه مما ورد وإياه سبحانه نسأل أن يدفع عنا وعنكم دواعي الفتن وغوائل المحن ويحملنا على سنن السنن ويلبسنا من تقواه أوقى الجنن وهو سبحانه يصل لأبوتكم ما تستقل لدى قاضي القضاة رسومه فتكتب حقوقه وتكبت خصومه ولا تكلفه الأيام ولا تسومه بفضل الله وعزته وكرمه ومنته والسلام الكريم الطيب المبارك بدءا بعد عود وجودا إثر جود ورحمة الله تعالى وبركاته انتهى .
وللسان الدين ابن الخطيب C عن سلطانه المذكور كتاب آخر في هذه الكائنة إلى كبير الموحدين أبي محمد عبد الله بن تفراجين ولعلنا نذكره إن