الخواطر وحميت عليه الأنفس وانصرف لوجهته وهو الآن برندة مستقل بها وبجهاتها ومتعلل بألقاب ومقتنع برسم وقد قام له برسم الوزارة الشيخ القائد أبو الحسن علي بن يوسف ابن كماشة الحضرمي وبكتابته الفقيه أبو عبد الله ابن زمرك وقد استفاض عنه من الحزم والتدرب والتيقظ للأمور والمعرفة بوجوه المصالح ما لا ينكر كان الله لنا وله بفضله انتهى كلام لسان الدين ابن الخطيب في اللمحة البدرية .
رسالة للسان الدين عن الغني إلى المنصور بن قلاوون .
وقد علمت أنه بعد هذا التاريخ عاد سلطانه إلى حضرة غرناطة واستبد بملك الأندلس وعاد لسان الدين إليه حسبما أحسن سياق ذلك لسان الدين C تعالى في كتاب من إنشائه على لسان سلطانه الغني بالله وخاطب به ملك الحرمين مصر والشام السلطان المنصور بن أحمد بن الناصر بن قلاوون وقد ذكرنا منه ما يتعلق بالأندلس في الباب الثاني من القسم الأول وقال بعد ذلك فيما يتعلق بالخلع المذكور ما نصه ولما صير الله إلينا تراثهم الهني وأمرهم السني وبناءهم العادي وملكهم الجهادي أجرانا وله الطول على سننهم ورفع أعلامنا في هضابهم المشرفة وقننهم وحملنا فيهم خير حمل ونظم بنا لهم أي شمل وألبس أيامنا سلما فسح الدارة وأحكم الإدارة وهنأ الإمارة ومكن العمارة وأمن في البحر والبر السيارة والعبارة لولا ما طرقهم فينا من تمحيص أجلي عن تخصيص وتمحض تبره بعد تخليص ومرام عويص نبثكم بثه ونوالي لديكم حثه ونجمع منبثه فإن في الحوادث ذكرا ومعروف الدهر لا يؤمن أن يعود نكرا وشر الوجود