( وتبسم ما بين الوشيج ثغورهم ... وما بين قضب الدوح يبتسم الزهر ) .
( أمولاي غاضت فكرتي وتبلدت ... طباعي فلا طبع يعين ولا فكر ) .
( ولولا حنان منك داركتني به ... وأحييتني لم تبق عين ولا أثر ) .
( فأوجدت مني فائتا أي فائت ... وأنشرت ميتا ضم أشلاءه قبر ) .
( بدأت بفضل لم أكن لعظيمه ... بأهل فجل اللطف وانفرج الصدر ) .
( وطوقتني النعمى المضاعفة التي ... يقل عليها مني الحمد والشكر ) .
( وأنت بتتميم الصنائع كافل ... إلى أن يعود الجاه والعز والوفر ) .
( جزاك الذي أسنى مقامك عصمة ... يفك بها عان وينعش مضطر ) .
( إذا نحن أثنينا عليك بمدحة ... فهيهات يحصى الرمل أو يحصر القطر ) .
( ولكننا نأتي بما نستطيعه ... ومن بذل المجهود حق له العذر ) .
فلا تسأل عن امتعاض وانتفاض وسداد أنحار في التأثر لنا وأغراض والله غالب على أمره .
وفي صبيحة يوم السبت السابع عشر من شهر شوال عام اثنين وستين وسبعمائة كان انصرافه إلى الأندلس وقد ألح صاحب قشتالة في طلبه وترجح الرأي على قصده فقعد السلطان بقبة العرض من جنة المصارة وبرز الناس وقد أسمعهم البريح واستحضرت البنود والطبول والآلة وألبس خلعة الملك وقيدت له مراكبه فاستقل وقد التف عليه كل من جلا عن الأندلس من لدن الكائنة في جملة كثيفة ورأى من رقة الناس وإجهاشهم وعلو أصواتهم بالدعاء ما قدم به العهد إذ كان مظنة ذلك سكونا وعفافا وقربا قد ظلله الله برواق الرحمة وعطف عليه وشائج المحبة إلى كونه مظلوم العقد منتزع الحق فتبعته