من فضله فأنكر علي بعض الحاضرين ممن لا يحطب إلا في حبل السلطان فصرفت وجهي وقلت أيدكم الله تحقير عدو السلطان بين يديه ليس من السياسة في شيء بل غير ذلك أحق وأولى فإن كان السلطان غالب عدوه كان قد غلب غير حقير وهو الأولى بفخره وجلالة قدره وإن غلبه العدو لم يغلبه حقير فيكون أشد للحسرة وآكد للفضيحة فوافق C تعالى على ذلك واستحسنه وشكر عليه وخجل المعترض انتهى .
وكان C تعالى مبتلي بداء الأرق لا ينام من الليل إلا النزر اليسير جدا وقد قال في كتابه الوصول لحفظ الصحة في الفصول العجب مني مع تأليفي لهذا الكتاب الذي لم يؤلف مثله في الطب وعملي ذلك لا أقدر على مداواة داء الأرق الذي بي أو كما قال ولذا يقال له ذو العمرين لأن الناس ينامون في الليل وهو ساهر فيه ومؤلفاته ما كان يصنف غالبها إلا بالليل وقد سمعت بالمغرب بعض الرؤساء يقول لسان الدين ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتتين وذو القبرين انتهى وسيأتي ما يعلم منه معنى الأخيرين .
التعريف بالسلطان أبي الحجاج .
وقد عرف C تعالى بالسلطان أبي الحجاج في الإحاطة فقال ما حاصله يوسف بن إسماعيل بن فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر الأنصاري الخزرجي أمير المسلمين بالأندلس أبو الحجاج تولى الملك بعد أخيه بوادي السقائين من ظاهر الخضراء ضحوة يوم الأربعاء ثالث عشر ذي الحجة عام ثلاثة وثلاثين وسبعمائة وسنه خمسة عشر يوما وثمانية أشهر أمه أم ولد وكان له ثلاثة أولاد كبيرهم محمد أمير المسلمين من بعده وتلوه