والزهد فيما بيده وعزف عن الطمع في ملكه وزهد في رفده حسبما قلت من بعض المقطوعات .
( قالوا لخدمته دعاك محمد ... فأنفتها وزهدت في التنويه ) .
( فأجبتهم أنا والمهيمن كاره ... في خدمة المولى محب فيه ) .
عاهدت الله تعالى على ذلك وشرحت صدري للوفاء به وجنحت إلى الانفصال لبيت الله الحرام نشيدة أملي ومرمى نيتي وعملي فعلق بي وخرج لي عن الضرورة وأراني أن موازرته أبر القرب وراكنني إلى عهد بخطه فسح لعامين أمد الثواء واقتدى بشعيب صلوات الله عليه في طلب الزيادة على تلك النسبة وأشهد من حضر من العلية ثم رمى إلي بعد ذلك بمقاليد رأيه وحكم عقلي في اختيارات عقله وغطى من جفائي بحلمه وحثا في وجوه شهواته تراب زجري ووقف القبول على وعظي وصرف هواي في التحول ثانيا وقصدي واعترف بقبول نصحي فاستعنت الله تعالى وعاملت وجهه فيه من غير تلبس بجراية ولا تشبث بولاية مقتصرا على الكفاية حذرا من النقد خامل المركب معتمدا على المنسأة مستمشيا بخلق النعل راضيا بغير النبيه من الثوب مشفقا من موافقة الغرور هاجرا للزخرف صادعا بالحق في أسواق الباطل كافا عن السخال براثن السباع ثم صرفت الفكر إلى بناء الزاوية والمدرسة والتربة بكر الحسنات بهذه الخطة بل بالجزيرة فيما سلف من المدة فتأتي بمنه الله تعالى من صلاح السلطان وعفاف الحاشية والأمن ورم الثغور وتثمير الجباية وإنصاف الحماة والمقاتلة ومقارعة الملوك المجاورة في إيثار المصلحة الدينية والصدعفوق المنابر ضمانا من السلطان بترياق سم الثورة وإصلاح بواطن الخاصة والعامة ما الله تعالى المجازي عليه والمعوض