( أعددت شيئا ترجو النجاة به ... فقلت أعددت رحمة الله ) .
وكتب يهنئ قاضي الجماعة أبا القاسم ابن بقي برسالة منها لأن محله دام عمره وامتثل نهيه الشرعي وأمره أعلى رتبة وأكرم محلا من أن يتحلى بخطة هي به تتحلى كيف يهنأ بالقعود لسماع دعاوي الباطل والمعاناة لإنصاف الممطول من الماطل والتعب في المعادلة بين ذوي المجادلة أما لو علم المتشوفون إلى خطة الأحكام المستشرفون إلى ما لها من التبسط والاحتكام ما يجب لها من اللوازم والشروط الجوازم كبسط الكنف ورفع الجنف والمساواة بين العدو ذي الذنب والصاحب بالجنب وتقديم ابن السبيل على ذي الرحم والقبيل وإيثار الغريب على القريب والتوسع في الأخلاق حتى لمن ليس له من خلاق إلى غير ذلك مما علم قاضي الجماعة أحصاه واستعمل خلقه الفاضل أدناه وأقصاه لجعلوا خمولهم مأمولهم وأضربوا عن ظهورهم فنبذوه وراء ظهورهم اللهم إلا من أوتي بسطة في العلم ورسا طودا في ساحة الحلم وتساوي ميزانه في الحرب والسلم وكان كمولانا في المماثلة بين أجناس الناس فقصاراه أن يتقلد الأحكام للأجر لا للتعنيف والزجر ويتولاها للثواب لا للغلظة في رد الجواب ويأخذها لحسن الجزاء لا لقبيح الاستهزاء ويلتزمها لجزيل الذخر لا للإزراء والسخر فإذا كان كذلك وسلك المتولي هذه المسالك وكان مثل قاضي الجماعة ولا مثل له ونفع الحق به علله ونقع غلله فيومئذ تهنى به خطة القضاء وتعرف ما الله تعالى عليها من اليد البيضاء .
ورحل إلى مراكش في جهاز بنت بلغت التزويج وقصد دار الإمارة مادحا