وقال يراجع أبا الربيع ابن سالم عن أبيات مثلها .
( سقى مضرب الخيمات من علمي نجد ... أسح غمامي أدمعي والحيا الرغد ) .
( وقد كان في دمعي كفاء وإنما ... يجففها ما بالضلوع من الوقد ) .
( فإن فترت نار الضلوع هنيهة ... فسوف ترى تفجيره للحيا العد ) .
( وإن ضن صوب المزن يوما فأدمعي ... تنوب كما ناب الجميع عن الفرد ) .
( وإن هطلا يوما بساحتها معا ... فأرواهما ما صاب من منتهى الود ) .
( أرى زفرتي تذكي ودمعي ينهمي ... نقيضين قاما بالصلاء وبالورد ) .
( فهل بالذي أبصرتم أم سمعتم ... غمام بلا أفق وبرق بلا رعد ) .
( لي الله كم أهذي بنجد وأهلها ... وما لي بها إلا التوهم من عهد ) .
( وما بي إلى نجد نزوع ولا وهدى ... خلا أنهم شنوا القوافي على نجد ) .
( وجاءوا بدعوى حسن الشعر زورها ... فصارت لهم في مصحف الحب كالحمد ) .
( شغلنا بأبناء الزمان عن الهوى ... وللدرع وقت ليس يحسن للبرد ) .
( إلى الله أشكو ريب دهر يغص بي ... نوائبه قد ألجمت ألسن العد ) .
( لقد صرفت حكم الفؤاد إلى الهوى ... كما فوضت أمر الجفون إلى السهد ) .
( أما تتوقى ويحها أن أصيبها ... بدعوة مظلوم على جورها يعدي ) .
( أما راعها أن زحزحت عن أكارم ... فراقهم دل القلوب على حدي ) .
( أعاتبها فيهم فتزداد قسوة ... أجدك هل عاينت للحجر الصلد ) .
( أما علمت أن القساوة نافرت ... طباع بني الآداب إلا من الرد ) .
( إذا وعدت يوما بتأليف شملنا ... فألمم بعرقوب وما سن من وعد ) .
( وإن عاهدت أن لا تؤلف بيننا ... تذكرت آثار السموأل في العهد ) .
( خليلي أعني الظم والنثر أرسلا ... جياد كما في حلبة الشكر والحمد ) .
( قفا ساعداني إنه حق صاحب ... بريء جمام الكتم من كدر الحقد )