( أعهدي بالغرس المنعم دوحة ... سقتك دموعي إنها مزنة شكرا ) .
( فكم فيك من يوم أغر محجل ... تقضت أمانيه فخلدتها ذكرا ) .
( على مذنب كالبحر من فرط حسنه ... تود الثريا أن يكون لها نحرا ) .
( سقت أدمعي والقطر أيهما انبرى ... نقا الرملة البيضاء فالنهر فالجسرا ) .
( وإخوان صدق لو قضيت حقوقهم ... لما فارقت عيني وجوههم الزهرا ) .
( ولو كنت أقضي حق نفسي ولم أكن ... لما بت أستحلي فراقهم المرا ) .
( وما اخترت هذا البعد إلا ضرورة ... وهل تستجيز العين أن تفقد الشفرا ) .
( قضى الله أن تنأى بي الدار عنهم ... أراد بذاك الله أن أعتب الدهرا ) .
( ووالله لو نلت المنى ما حمدتها ... وما عادة المشغوف أن يحمد الهجرا ) .
( أيأنس باللذات قلبي ودونهم ... مرام يجد الكرب في طيها شهرا ) .
( ويصحب هادي الليل راء حروفه ... وصادا ونونا قد تقوس واصفرا ) .
( فديتهم بانوا وضنوا بكتبهم ... فلا خبرا منهم لقيت ولا خبرا ) .
( ولولا علا هماتهم لعتبتهم ... ولكن عراب الخيل ولا تحمل الزجرا ) .
( ضربت غبار البيد في مهرق السرى ... بحيث جعلت الليل في ضربه حبرا ) .
( وحققت ذاك الضرب جمعا وعدة ... وطرحا وتجميلا فأخرج لي صفرا ) .
( كأن زماني حاسب متعسف ... يطارحني كسرا وما يحسن الجبرا ) .
( فكم عارف بي وهو يحسن رتبتي ... فيمدحني سرا ويشتمني جهرا ) .
( لذلك ما أعطيت نفسي حقها ... وقلت لسرب الشعر لا ترم الفكرا ) .
( فما برحت فكري عذارى قصائدي ... ومن خلق العذراء أن تألف الخدرا ) .
( ولست وإن طاشت سهامي بآيس ... فإن مع العسر الذي يتقى يسرا )