( هنالك بين الغصن والقطر والصبا ... وزهر الربى ولدت آدابي الغرا ) .
( إذا نظم الغصن الحيا قال خاطري ... تعلم نظام النثر من ههنا شعرا ) .
( وإن نثرت ريح الصبا زهر الربى ... تعلمت حل الشعر أسبكه نثرا ) .
( فوائد أسحار هناك اقتبستها ... ولم أر روضا غيره يقرئ السحرا ) .
( كأن هزيز الريح يمدح روضها ... فتملأ فاه من أزاهرها درا ) .
( أيا زنقات الحسن هل فيك نظرة ... من الجرف الأعلى إلى السكة الغرا ) .
( فأنظر من هذي لتلك كأنما ... أغير إذ غازلتها أختها الأخرى ) .
( هي الكاعب الحسناء تمم حسنها ... وقدت لها أوراقها حللا خضرا ) .
( إذا خطبت أعطت دراهم زهرها ... وما عادة الحسناء أن تنقد المهرا ) .
( وقامت بعرس الأنس قينة أيكها ... أغاريدها تسترقص الغصن النضرا ) .
( فقل في خليج يلبس الحوت درعه ... ولكنه لا يستطيع بها نصرا ) .
( إذا ما بدا فيها الهلال رأيته ... كصفحة سيف وسمها قبعة صفرا ) .
( وإن لاح فيها البدر شبهت متنه ... بشط لجين ضم من ذهب عشرا ) .
( وفي جرفي روض هناك تجافيا ... بنهر يود الأفق لو زاره فجرا ) .
( كأنهما خلا صفاء تعاتبا ... وقد بكيا من رقة ذلك النهرا ) .
( وكم لي بأبيات الحديد عشية ... من الأنس ما فيه سوى أنه مرا ) .
( عشايا كأن الدهر غض بحسنها ... فأجلت بساط البرق أفراسها الشقرا ) .
( عليهن أجري خيل دمعي بوجنتي ... إذا ركبت حمرا ميادينها الصفرا )