منها زاد المسافر وكتاب الرحلة وكتاب العجالة سفران يتضمنان من نظمه ونثره أدبا لا كفاء له وانفرد من تأبين الحسين وبكاء أهل البيت بما ظهرت عليه بركته في حكايات كثيرة .
ثم سرد لسان الدين جملة من نظمه إلى أن قال وقال في غرض الرصافي من وصف بلده وذكر إخوانه يساجله في الغرض والروي عقب رسالة سماها طراد الجياد في الميدان وتنازع اللدات والأخدان في تقديم مرسية على غيرها من البلدان .
( لعل رسول البرق يغتنم الأجرا ... فينثر عني ماء عبرته نثرا ) .
( معاملة أربي بها غير مذنب ... فأقضيه دمع العين عن نقطة بحرا ) .
( ليسقي من تدمير قطرا محببا ... يقر بعين القطر أن تشرب القطرا ) .
( ويرضعه ذوب اللجين وإنما ... توفيه عيني من مدامعها تبرا ) .
( وما ذاك تقصيرا بها غير أنه ... سجية ماء البحر أن يذوي الزهرا ) .
( خليلي قوما فاحسبا طرق الصبا ... مخافة أن يحمى بزفرتي الحرى ) .
( فإن الصبا ريح علي كريمة ... بآية ما تسري من الجنة الصغرى ) .
( خليلي أعني أرض مرسية المنى ... ولولا توخي الصدق سميتها الكبرى ) .
( محلي بل جوى الذي عبقت به ... نواسم آدابي معطرة نشرا ) .
( ووكري الذي منه درجت فليتني ... فجعت بريش العزم كي ألزم الوكرا ) .
( وما روضة الخضراء قد مثلت بها ... مجرتها نهرا وأنجمها زهرا ) .
( بأبهج منها والخليج مجرة ... وقد فضحت أزهار ساحتها الزهرا ) .
( وقد أسكرت أعطاف أغصانها الصبا ... وما كنت أعتد الصبا قبلها خمرا )