ونصبوا أعلام التوفيق والهدى ولم يدعوا شيئا سدى بل توازنت بهم مقادير الأقوال والأعمال وكانت إشاراتهم ثمال الهدايا وأي ثمال فآب كل متسحب إلى الارتباط وشد كل موفق على الاعتلاق بحالهم يد الاغتباط فصلوات الله الزاكية عليهم ونوافح رحمته النامية تغدو وتروح إليهم وأتم الصلاة والسلام على علم أولئك الأعلام الداعي على بصيرة إلى دار السلام السراج المنير المبشر النذير محمد وعلى آله وصحبه صلاة تؤول بهم إلى فسيح رضوانه ورحبه بعثه الله رحمة للعالمين عامة وأرسله نعمة للناس موفورة تامة فأخذ بحجز مصدقيه عن التهافت في مداحض الأقدام والتتابع في مزلات الجرأة على العصيان والإقدام فأقام الحجة وأوضح المحجة ودل على المقامات التي تمحض الأولياء وأفصح عن الكرامات التي تنقذ الأتقياء وقال وأهلا به من قائل تناكحوا فإني مكاثر بكم الأنبياء حرصا منه على الزيادة في أهل الإسلام والنماء ودفعا في صدر الباطل بواضح الحق الصادع غيهب الظلماء وحض على ذات الدين الحصان وأغرى بالإعتصام والإحصان ونصب أعلام النكاح مشيدة المباني وجاء بها سنة عذبة المجاني وقال من تزوج فقد كمل نصف دينه فليتق الله في النصف الثاني وأمر بالنكاح الذي توافقت فيه الطبيعة والشريعة ولبته النفوس وهي سريعة وأخصبت به ربوة التناسل فهي مروضة مريعة وسدت به عن اتباع الهوى وارتكاب المحارم الذريعة وحفظت به الأنسال والأنساب وفاض به نهر الالتئام السلسال المنساب إذ لا سبيل لأن يستغني بذاته من كان أسير هواه ومأمور لذاته وإنما الانفراد والاستغنا لمن له الكمال والغنى ولا يجوز أن يتعاقب عليه الإنى لا إله إلا هو له السناء والسنا وإن فلانا لما ارتقت همته إلى اتباع الصالحات وسمت ووسمته النجابة من أعلامها اللائحة بما وسمت رأى أن الاعتصام بالنكاح أولى ما حمى به