كانت تذيب المسك خجلا وتستفز بصوتها وجلا فما هي إلا خائفة تترقب وسافرة تكاد تتنقب تمشي على استحياء وتعثر من التقصير في ذيل إعياء هذا لأنها جلبت إلى هجر تمرا وإلى شبام وبيت رأس خمرا ولكن على المجد أن يبدي في قبول عذرها ويعيد لعلمه أنه يتيمم ممن لم يجد إلا الصعيد فله الفضل أن لا يلفحها بنار النقد ولا يعرضها على ما هنالك من الحل والعقد والله يبقي ذكره في مقلة الأدب حورا وفي قلب الحسود خورا ويديمه والقوافي طوع قريحته والأغراض الجميلة ملء تعريضته وتصريحته وزهر البيان تطلع في سماء جنانه وزهر التبيان يونع في أنداء جنانه وعذرا إليه فإني كتبت والحامل يمسك زمامه ويلتفت في البيداء أمامه والسلام .
خطبة نكاح من إنشاء صفوان .
ومن إنشاء صفوان خطبة نكاح نصها الحمد لله الذي تطول بالإحسان من غير جزاء ولا ثواب والبس المخلوقات من فواضله سوابغ المطارف وكواسي الأثواب وجاءوا على أقدام الرجاء إلى محال نوافله فوجدوها مفتحة لهم الأبواب وسألوه كفاية المؤنة فكان الفعل بدل القول والإسعاف بدل الجواب خلق البرية من غير افتقار ولا اضطرار ونقلهم من الطفولية إلى غيرها نقل البدر من التمام إلى السرار وشرف هذه الطبقة الإنسانية فرزقها الإدراكات العقلية والإبانات اللسانية فضرب سرادق اعتنائه عليها وأنشأها من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها ومع صنعه الرفيق بهم اللطيف وتنويهه الحاف بأرجائهم المطيف رزقهم أحسن الصور الحيوانية وأجملها وأتاح لهم أتم أقسام الاعتناء وأكملها وبعث إليهم الرسل صلوات الله عليهم صنعا منه جميلا وربا للصنيعة لديهم وتكميلا فبشروا وأنذروا وأمنوا وحذروا وباينوا بين الحرام والحلال مباينة إدراك البصير بين الكدر والزلال ودلوا على السمت الأهدى