ولكن قصيدة ابن مرج الكحل أعذب مذاقا وكل منهما لم يقصر رحمهما الله تعالى فلقد أجادا فيما قالاه إلى الغاية وليس الخبر كالعيان .
عود إلى ابن مرج الكحل .
ومن نظم ابن مرج الكحل قوله .
( الشمس يغرب نورها ولربما ... كسفت ونورك كل حين يسطع ) .
( أفلت فناب سناك عن إشراقها ... وجلا من الظلماء ما يتوقع ) .
( فأمنت يا موسى الغروب ولم أقل ... فوددت يا موسى لو أنك يوشع ) .
ولمح بهذه الأبيات إلى قول الرصافي الأندلسي البلنسي يخاطب من اسمه موسى بقصيدة أولها .
( ما مثل موضعك ابن رزق موضع ... زهر يرف وجدول يتدفع ) .
ومنها .
( وعشية لبست ثياب شحوبها ... والجو بالغيم الرقيق مقنع ) .
( بلغت بنا أمد السرور تألفا ... والليل نحو فراقنا يتطلع ) .
( فابلل بها ريق الغبوق فقد أتى ... من دون قرص الشمس ما يتوقع ) .
( سقطت ولم يملك نديمك ردها ... فوددت يا موسى لو أنك يوشع ) .
قلت ومن نثر ابن مرج الكحل المذكور ما كتبه إلى أديب الأندلس أبي بحر صفوان بن إدريس مراجعا له بعد نظم ونص الجميع