عرج بمنعرج الكثيب الأعفر إلا رائية شمس الدين الكوفي الواعظ وهي قوله .
( روح الزمان هو الربيع فبكر ... وانهض إلى اللذات غير منكر ) .
( هذا الربيع يبيع من لذاته ... أصناف ما تهوي فأين المشتري ) .
( فافرح به فلفرحة بقدومه ... رفل الشقائق في القباء الأحمر ) .
( والكون مبتهج وخفاق الصبا ... يحيي القلوب بنشره المتعطر ) .
( والغيم يبكي والأقاحي باسم ... لبكائه كتبسم المستبشر ) .
( والسرو إن عبث النسيم فهز أعطاف ... الغصون يميس ميس موقر ) .
( وكأنما القداح فستق فضة ... يهدي إليك أريج مسك أذفر ) .
( وكأنما المنثور في أثوابه ... ألوان ياقوت أنيق المنظر ) .
( وترى البهار كعاشق متخوف ... متشوق باد بوجه أصفر ) .
( وكأنما النارنج في أوراقه القنديل ... والأوراق شبه مسحر ) .
( وكأنما الخشخاش قوم جاءهم ... خبر يسرهم بطيب المخبر ) .
( فثنوا ملابسهم لفرط سرورهم ... كي يخلعوا فرحا بقول المخبر ) .
( فتعلقت أذيالها بأكفهم ... وتعلقت أزياقها بالمنحر ) .
( والطل من فوق الرياض كأنه ... درر نثرن على بساط أخضر ) .
( وترى الربى بالنور بين متوج ... ومدملج ومخلخل ومسور ) .
( ورياضها بالزهر بين مقرطق ... ومطوق وممنطق ومزنر ) .
( والورد بين مضعف ومشنف ... ومكتف وملطف لم يهصر ) .
( والزهر بين مفضض ومذهب ... ومرصع ومدرهم ومدنر ) .
( والنثر بين مطيب وممسك ... ومعطر ومصندل ومعنبر ) .
( والورق بين مرجع وموجع ... ومفجع ومسجع في منبر ) .
( ومغرد ومردد ومعدد ... ومبدد في الخد ماء المحجر )