( أسائل عن نجد ومرمى صبابتي ... ملاعب غزلان الصريم بنعمان ) .
( وأبدي إذا ريح الشمال تنفست ... شمائل مرتاح المعاطف نشوان ) .
( عرفت بهذا الحب لم أدر سلوة ... وإني لمسلوب الفؤاد بسلوان ) .
( فيا صاحبي نجواي والحب غاية ... فمن سابق جلى مداه ومن واني ) .
( وراءكما ما اللوم يثني مقادتي ... فإني عن شأن الملامة في شان ) .
( وإني وإن كنت الأبي قيادة ... ليأمرني حب الحسان وينهاني ) .
( وما زلت أرعى العهد فيمن يضيعه ... وأذكر إلفي ما حييت وينساني ) .
( فلا تنكرا ما سامني مضض الهوى ... فمن قبل ما أودى بقيس وغيلان ) .
( لي الله إما أومض البرق في الدجى ... أقلب تحت الليل مقلة وسنان ) .
( وإن سل من غمد الغمام حسامه ... برى كبدي الشوق الملم وأضناني ) .
( تراءى بأعلام الثنية باسما ... فأذكرني العهد القديم وأبكاني ) .
( أسامر نجم الأفق حتى كأننا ... وقد سدل الليل الرواق حليفان ) .
( ومما أناجي الأفق أعديه بالجوى ... فأرعى له سرح النجوم ويرعاني ) .
( ويرسل صوب القطر من فيض أدمعي ... ويقدح زند البرق من نار أشجاني ) .
( وضاعف وجدي رسم دار عهدتها ... مطالع شهب أو مراتع غزلان ) .
( على حين شرب الوصل غير مصرد ... وصفو الليالي لم يكدر بهجران ) .
( لئن أنكرت عيني الطلول فإنها ... تمت إلى قلبي بذكر وعرفان ) .
( ولم أر مثل الدمع في عرصاتها ... سقى تربها حين استهل وأظماني ) .
( ومما شجاني أن سرى الركب موهنا ... تقاد به هوج الرياح بأرسان ) .
( غوارب في بحر السراب تخالها ... وقد سبحت فيه مواخر غربان ) .
( على كل نضو مثله فكأنما ... رمى منهما صدر المفازة سهمان ) .
( ومن زاجر كوماء مخطفة الحشا توسد منها فوق عوجاء مرنان ) .
( نشاوى غرام يستميل رؤوسهم ... من النوم والشوق المبرح سكران ) .
( أجابوا نداء البين طوع غرامهم ... وقد تبلغ الأوطار فرقة أوطان )