( فكن لي بالأسرار أفصح معلن ... فإني قد أخلصت سري وإعلاني ) .
وليس قصدي علم الله بجلب هذه القصيدة ما فيها من المجون بل ما فيها من التلميحات التي يرغب في مثله أهل الأدب والحديث شجون على أن أمثال هؤلاء الأعلام لا يقصدون بمثل هذا الكلام إلا مجرد الإحماض فينبغي أن ينظر كلامهم الواقف عليه بعين الإغضاء عن النقد والإغماض ولا يبادر بالإعتراض من لم يعلم في الأصول برهان القطع والإفتراض والله سبحانه المسؤول في التجاوز عن الزلات والنجاة من الأمور المضلات فعفوه سبحانه وراء جميع ذلك والله تعالى المطلع على أسرار الضمائر والخبير بما هنالك لا رب غيره ولا خير إلا خيره .
نونية ابن زمرك .
وحيث ذكرنا هذه القصائد النونية التي اتفق فيها البحر والروي وجرت من البلاغة على النهج السوي فلا بأس أن نعززها بقصيدة الرئيس الوزير أبي عبد الله ابن زمرك سامحه الله تعالى وهي قصيدة ميلادية أنشدها سلطان الأندلس عام خمسة وستين وسبعمائة ونجعلها مكفرة لما مر في قصيدة الفقيه عمر من المجون ومبلغه للناظرين في هذا التأليف ما يرجون والحديث شجون وهي قوله .
( لعل الصبا إن صافحت روض نعمان ... تؤدي أمان القلب عن ظبية البان ) .
( وماذا على الأرواح وهي طليقة ... لو احتملت أنفاسها حاجة العاني ) .
( وما حال من يستودع الريح سره ... ويطلبها وهي النموم بكتمان ) .
( وكالطيف أستقريه في سنة الكرى ... وهل تنقع الأحلام غلة ظمآن )