( فما أنا في عودي إليكم بآيس ... فما اليأس إلا من علامة كفران ) .
( عليكم سلام الله في كل ساعة ... تحية صب لا يدين بسلوان ) .
( مدى الدهر ما ناحت مطوقة وما ... تعاقب بين الخافقين الجديدان ) .
نونية ابن الخطيب .
ولصاحب الترجمة لسان الدين ابن الخطيب قصيدة طنانة بهذا الوزن والقافية مدح بها السلطان أبا سالم المريني حين فتح تلسمان وقد رأيت إيرادها في هذا الباب لما اشتمل عليه آخرها من شرح أمر الإغتراب الذي حير الألباب وللمناسبة أسباب لا تخفى على من له فكر مصيب وكل غريب للغريب نسيب وهي .
( أطاع لساني في مديحك إحساني ... وقد لهجت نفسي بفتح تلمسان ) .
( فأطلعتها تفتر عن شنب المنى ... وتسفر عن وجه من السعد حياني ) .
( كما ابتسم النوار عن أدمع الحيا ... وجف بخد الورد عارض نيسان ) .
( كما صفقت ريح الشمال شمولها ... فبان ارتياح السكر في غصن البان ) .
( تهنيك بالفتح لذي معجزاته ... خوارق لم تذخر سواك لإنسان ) .
( خففت إليها والجفون ثقيلة ... كما خف شثن الكف من أسد خفان ) .
( وقدت إلى الأعداء فيها مبادرا ... ليوث رجال في مناكب عقبان ) .
( تمد بنود النصر منهم ظلالها ... على كل مطعام العشيات مطعان ) .
( جحاجحة غر الوجوه كأنما ... عمائمهم فيها معاقد تيجان ) .
( أمدك فيها الله بالملإ العلا ... فجيشك مهما حقق الأمر جيشان )