وثمانمائة انتهى كلام الوزير ابن عاصم وإنما ذكرته لأن أهل الأندلس يقولون في حقه إنه ابن الخطيب الثاني ولولا خوف الإطالة لذكرت بعض إنشائه ونظمه فإنه في الذروة العليا وقد ذكرت جملة من ذلك في أزهار الرياض في أخبار عياض ومايناسبها مما يحصل به للنفس ارتياح وللعقل ارتياض .
ولنرجع إلى الترجمة المقصودة فنقول والسلماني نسبة إلى سلمان بإسكان اللام على الصحيح قال ابن الأثير والمحدثون يفتحون اللام وسلمان حي من مراد من عرب اليمن القحطانيين دخل الأندلس منهم جماعة من الشأم وسلف لسان الدين C تعالى ينتسبون إليهم كما سبق في كلامه وهو مشهور إلى الآن بالمغرب بابن الخطيب السلماني ولذلك خاطبه شيخه شيخ الكتاب الرئيس أبو الحسن ابن الجياب حين حل مالقة بقوله .
( أيا كتابي إذا ما جئت مالقة ... دار الكلام من مثنى ووحدان ) .
( فلا تسلم على ربع لذي سلم ... بها وسلم على ربع لسلمان ) .
فأجابه لسان الدين رحم الله تعالى الجميع بقوله .
( يا ليت شعري هل يقضي تألفنا ... ويثني الشوق عن غاياته الثاني ) .
( أو هل يحن على نفسي معذبها ... أو هل يرق لقلبي قلبي الثاني ) .
عبد العزيز الفشتالي ونونيته .
وعلى ذكر نسبة ابن الخطيب لسلمان فقد تذكرت هنا بيتا أنشدنيه لنفسه صاحبنا الوزير الشهير الكبير البليغ صاحب القلم الأعلى سيدي أبو فارس عبد العزيز الفشتالي صب الله تعالى عليه شآبيب رحماه من قصيدة نونية مدح