فيقنع ابن الباذش من إقناعه ويشرح لابن شريح ما أشكل من أوضاعه ويقصر عن رتبته الداني ويحوز صدر المنصة من حرز الأماني ويشارك في المنطق وأصول الفقه والعدد والفرائض والأحكام مشاركة حسنة ويتقدم في الأدب نظما ونثرا وكتبا وشعرا إلى براعة الخط وإحكام الرسم وإتقان بعض الصنائع العملية كتفسير الكتب وتنزيل الذهب وغيرهما نشأ بالحضرة العلية لا يغيب عن حلقات المشيخة ولا يريم عن مظان الاستفادة ولا يفتر عن المطالعة والتقييد ولا ينسألم من المناظرة والتحصيل مع المحافظة التي لا تنخرم ولا تنكسر والمفاوضة في الأدب ونظم القريض والفكاهة التي لا تقدح في وقار انتهى ملخصا .
وقد أطال في تعريفه بأوراق عدة ثم قال مولده في الربع الثالث من يوم الخميس ثاني عشر جمادى الأولى من عام ستين وسبعمائة كما نقلته من خط ابنه ثم قال وله مسائل متعددة في فنون شتى ضمنها كل سديد من البحث وصحيح النظر وأما كتبه فالدر النفيس والياقوت الثمين والروض الأنف والزهر النضير نصاعة لفظ وأصالة غرض وسهولة تركيب ومتانة أسلوب انتهى .
ثم ذكر مشيخته وأطال ثم سرد تآليفه الأرجوزة المسماة بتحفة الحكام والأرجوزة المسماة بمهيع الوصول في علم الأصول أصول الفقه والأرجوزة الصغرى المسماة بمرتقى الوصول للأصول كذلك والأرجوزة المسماة بنيل المنى في اختصار الموافقات والقصيدة المسماة بإيضاح المعاني في القراءات الثماني والقصيدة المسماة بالأمل المرقوب في قراءة يعقوب والقصيدة المسماة بكنز المفاوض في علم الفرائض والأرجوزة المسماة بالموجز في النحو حاذى بها رجز ابن مالك في غرض البسط له والمحاذاة لقصده والكتاب المسمى بالحدائق في أغراض شتى من الآداب والحكايات .
توفي بين العصر والمغرب يوم الخميس حادي عشر شوال عام تسعة وعشرين