أضعت ومن ثدي للمعقة رضعت ومن شيطان لغمصة الحق أطعت ولم أرد إلا الإصلاح ما استطعت وإن توسطت واقتصرت وأوجزت واختصرت فلا الحق نصرت ولا أفنان البلاغة هصرت ولا سبيل الرشد أبصرت ولا عن هوى الحسدة أقصرت هذا لو أني أجهدت ألسنة البلاغة فجهدت وأيقظت عيون الإجادة فسهدت واستعرت مواقف عكاظ على ما عهدت لما قررت من الفضل إلا ما به الأعداء قد شهدت ولا استقصيت من المجد إلا ما أوصت به الفئة الشانئة لخلفها الأبتر وعهدت فقد كان C علم الكمال ورجل الحقيقة وقارا لا يخف راسيه ولا يعرى كاسيه وسكونا لا يطرق جانبه ولا يرهب غالبه وحلما لا تزل حصاته ولا تهمل وصاته وانقباضها لا يتعدى رسمه ولا يتجاوز حكمه ونزاهة لا ترخص قيمتها ولا تلين عزيمتها وديانة لا تحسر أذيالها ولا يشف سربالها وإدراكا لا يفل نصله ولا يدرك خصله وذهنا لا يخبو نوره ولا ينبو مطروره وفهما لا يخفى فلقه ولا يهزم فيلقه ولا يلحق بحره ولا يعطل نحره وتحصيلا لا يفلت قنيصه ولا يسام حريصه بل لا يحل عقاله ولا يصدأ صقاله وطلبا لا تتحد فنونه ولا تتعين عيونه بل لا تحصر معارفه ولا تقصر مصارفه يقوم أتم قيام على النحو على طريقة متأخري النحاة جمعا بين القياس والسماع وتوجيه الأقوال البصرية واستحضار الشواهد الشعرية واستظهار اللغات والأعربة واستبصار في مذاهب المعربة محليا أجياد تلك الأعاريب من علمي البديع والبيان بجواهر أسلاك ومجليا في آفاق تلك الأساليب من فوائد هذين الفنين زواهر أفلاك إلى ما يتعلق بذلك من قافية للعروض وميزان وما للشعر من بحور وأوزان تضلع بالقراءات أكمل اضطلاع مع التحقيق والاطلاع