النصارى خائفين وجلين منهم ولا حول ولا قوة إلا بالله فرجعوا منهزمين وقد شاع عند الخواص ثورة غرناطة على السلطان فقصدوا وادى آش وعاد النصارى الى بلش بعد ان كانوا رتبوا جيوشهم للقاء السلطان واهل غرناطة فلما عادوا إلى بلش دخلوا عنوة ربضها وضيقوا بها وكانت ثورة غرناطة خامس جمادى الأولى .
ولما رأى اهل بلش تكالب العدو عليهم وادبار جيوش المسلمين عنهم طلبوا الأمان فخرجوا يوم الجمعة عاشر جمادى الأولى من السنة واطاعت النصارى جميع البلاد التى بشرقي مالقة وحصن قمارش .
ثم انتقل العدو الى حصار مالقة وكان أهل مالقة قد دخلوا في الصلح وأطاعوا صاحب البيازين وأتى إليها النصارى بالميرة ولما نزل بلش بعثوا هدية لصاحب قشتالة مع قائدهم وزير صاحب البيازين وقائد شريش الذي كان مأسورا عندهم فلم يلتفت إليهم صاحب قشتاله لقيام جبل فاره وهو حصن مالقة بدعوة صاحب وادي آش وارتحل صاحب قشتالة إلى مالقة ونازلها برا وبحرا وقاتله أهلها قتالا عظيما بمدافعهم وعدتهم وخيلهم ورجلهم وطال الحصار حتى اداروا على مالقة من البر الخنادق والسور والأجفان من البحر ومنع الداخل إليها ولم يدخلها غير جماعة من المرابطين حال الحصار وحاربوا حربا شديدا وقربوا المدافع ودخلوا الأرباض وضيقوا عليهم بالحصار إلى أن فني ما عندهم من الطعام فأكلوا المواشي والخيل والحمير وبعثوا الكتب للعدوتين وهم طامعون في الإغاثة فلم يأت إليهم احد وأثر فيهم الجوع وفشا في أهل نجدتهم القتل ولم يظهروا مع ذلك هلعا ولا ضعفا إلى أن ضعف حالهم ويئسوا من ناصر او مغيث من البر والبحر فتكلموا مع النصارى في الأمان كما وقع ممن سواهم فعوتبوا على ماصدر منهم وما وقع من الجفاء وقيل لهم