انتقل للقلعة واشتد امر الفتنة ثم إن صاحب قشتالة أمد صاحب البيازين بالرجال والعدة والمال والقمح والبارود وغيرها واشتد أمره بذلك وعظمت أسباب الفتنة وفشا في الناس القتل والنهب ولم يزل الامر كذلك إلى السابع والعشرين من محرم سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة فعزم اهل غرناطة مع سلطانهم على الدخول على البيازين عنوة وتكلم أهل العلم فيمن انتصر بالنصارى ووجوب مدافعته ومن أطاعه عصى الله ورسوله ودخلوا على اهل البيازين دخول فشل ثم إن صاحب غرناطة بعث إلى الأجناد والقواد من أهل بسطة ووادي آش والمرية والمنكب وبلش ومالقة وجميع الاقطار وتجمعوا بغرناطة وتعاهدوا وتحالفوا على أن يدهم واحدة على اعداء الدين ونصرة من قصده العدو من المسلمين وخاف صاحب البيازين فبعث لصاحب قشتالة في ذلك فخرج بمحلته قاصدا نواحي بلش وكان صاحب البيازين بعث وزيره إلى ناحية مالقة وإلى حصن المنشأة يذكر ويخوف ومعه النسخة من عقود الصلح فقامت مالقة وحصن المنشأة بدعوته ودخلوا في إيالته خوفا من صاحب قشتالة وصولته وطمعا في الصلح وصحته ثم اجتمع كبار مالقة مع أهل بلش وذكروا لهم سبب دخولهم في هذه الدعوة والسبب الحامل لهم على ذلك فلم يرجع اهل بلش عما عاهدوا عليه اهل غرناطة وسائر الأندلس من العهود والمواثيق .
وخرج صاحب قشتالة قاصدا بلش مالقة ونزل عليها في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وحاصرها ولما صح عند صاحب غرناطة ذلك اجتمع بالناس فأشاروا بالمسير لإغاثة بلش للعهد الذي عقدوه واتى اهل وادي آش وغيرها وحشود البشرات وخرج صاحب غرناطة منها في الرابع والعشرين لربيع الثاني من السنة ووصل بلش فوجد العدو نازلا عليها برا وبحرا فنزل بجبل هنالك وكثر لغط الناس وحملوا على النصارى من غير تعبية وحين حركتهم للحملة بلغ السلطان الزغل ان غرناطة بايعت صاحب البيازين فالتقوا مع النصارى فشلين وقبل الالتحام انهزموا وتبددت جموعهم مع كون