ويجعلها فداء له وقيل إنه سرح له حينئذ ابنه إذ كان مرهونا في الفداء وكثر القيل والقال بينهم وبين اهل البيازين في ذلك وظهر بذلك ما كان كامنا في القلوب ثم رجع صاحب قشتالة إلى بلاده ومعه السلطان المذكور .
وفي نصف جمادى الثانية خرج إلى إلبيرة فهد بعض الأسوار وتوعد الناس فأعطاه اهله الحصن على الأمان فخرجوا وقدموا على غرناطة ثم فعل بحص المتلين مثل ذلك وقاتلوا قتالا شديدا ولما ضاقوا ذرعا اعطوه بالمقادة على الأمان فخرجوا الى غرناطة وأطاع أهل قلنبيرة من غير قتال فخرجوا إلى غرناطة ثم وصل العدو إلى منت فريد فرمى عليهم بالمحرقات وغيرها وأحرق دار العدة فطلبوا الأمان وخرجوا إلى غرناطة وانتقل للصخرة فاخذها وحصن هذه الحصون كلها وشحنها بالرجال والعدة ورتب فيها الخيل لمحاصرة غرناطة ثم عاد الكافر لبلاده وتعاهد مع السلطان الذي في أسره بأن من دخل في حكمه وتحت امره فهو في الأمان التام وأشعاعوا ان ذلك بسبب فتنة وقعت بينه وبين صاحب إفرنسية فخرج لبلش واطاعته ثم بعث لمن والاه من البلاد انه اتى بصلح صحيح وعقد وثيق وان من دخل تحت أمره أمن من حركة النصارى عليه وأن معه وثائق بخطوط السلاطين فلم يقبل الناس ذلك إلا القليل منهم مثل اهل البيازين فلهجوا بهذا الصلح وأقاموا على صحته الدلائل وتكلموا في اهل غرناطة بالكلام القبيح مع تمكن الفتنة والعداوة في القلوب فبعث له اهل البيازين انه إذا قدم بهذه الحجج لتلك الجهات اتبعه الناس وقاموا بدعوته من غير التباس فأتى على حين غفلة ولم يكن يظن إتيانه بنفسه فاتى البيازين ودخلها ونادى في أسواقها بالصلح التام الصحيح فلم يقبل ذلك منه أهل غرناطة وقالو ما بعهد لوشة من قدم ودخل ربض البيازين سادس شوال سنة احدى وتسعين وثمانمائة وعمه بالحمراء