الحريم والناس في غفلة نيام من غير استعداد كالسكارى فقتل من قضي الله تعالى بتمام أجله وهرب البعض وترك اولاده وحريمه واحتوى العدو على البلد بما فيه وخرج العامة والخاصة من أهل غرناطة عندما بلغهم العلم وكان النصارى عشرة آلاف بين ماش وفارس وكانوا عازمين على الخروج بما غنموه وإذا بالسرعان من أهل غرناطة وصلوا فرجع العدو الى البلد فحاصرهم المسلمون وشددوا في ذلك ثم تكاثر المسلمون خيلا ورجالا من جميع بلاد الأندلس ونازلوا الحامة وطمعوا في منع الماء عن العدو وتبين للعامة ان الجند لم ينصحوا فأطلقوا ألسنتهم بأقبح الكلام فيهم وفي الوزير وبينما هم كذلك إذا بالنذير جاء ان النصارى أقبلوا في جمع عظيم لإغاثة من بالحامة من النصارى فأقلع جند المسلمين من الحامة وقصدوا ملاقاة الواردين من بلاد العدو ولما علم بهم العدو ولوا الأدبار من غير ملاقاة محتجين بقلتهم وكان رئيسهم صاحب قرطبة .
ثم إن صاحب إشبيلية جمع جندا عظيما من جيش النصارى الفرسان والرجالة واتى لنصرة من في الحامة من النصارى وعندما صح هذا عند العسكر اجتمعوا وأشاعوا عند الناس انهم خرجوا بغير زاد ولا استعداد والصلاح الرجوع إلى غرناطة ليستعد الناس ويأخذوا ما يحتاج إليه الحصار من العدة والعدد فعندما أقلع المسلمون عنها دخلتها النصارى والواردون وتشاوروا في اخلائها أو سكناها واتفقوا على الاقامة بها وحصنوها وجعلوا فيها جميع ما يحتاج إليه وانصرف صاحب إشبيلية وترك أجناده وفرق فيهم الأموال ثم عاد المسلمون لحصارها وضيقوا عليها وطمعوا فيها من جهة موضع كان النصارى في غفلة عنه ودخل على النصارى جملة وافرة من المسلمين وخاب السعد بذلك بأن شعر بهم النصارى فعادوا عليهم وتردى بعضهم من أعلى الجبل وقتل أكثرهم وكانوا من أهل بسطة ووادي آش فانقطع أمل الناس من الحامة ووقع الإياس من ردها