في المعيشة المستحسنة او خطر على قلبه أن يحفظ في سبيل القربة أربابهم وصلبانهم أو عمر ضميره من تمكين عزهم بما ترضاه احبارهم ورهبانهم فإن لم يكن ممن يدين بدينهم الخبيث ولم يشرب قلبه حب التثليث ويكون صادق اللهجة منصفا عند قيام الحجة فسيعترف أن ذلك لم يخطر له قط على خاطر ولا مر له ببال وأن عكس ذلك هو الذي كان به ذا اغتباط وبفعله ذا اهتبال وإن نسب لذلك المعنى فهو عليه أثقل من الجبال وأشد على قلبه من وقع النبال هذا وعقده التوحيد وصلاته التحميد وملته الغراء وشريعته البيضاء ودينه الحنيف القويم ونبيه الرؤوف الرحيم وكتابه القرآن الحكيم ومطلوبه بالهداية الصراط المستقيم فكيف نعتقد هذه المريبة الكبرى والمنقبة الشهرى لمن عقده التثليث ودينه المليث ومعبوده الصليب وتسميته التصليب وملته المنسوخة وقضيته المفسوخة وختانه التغطيس وغافر ذنبه القسيس وربه عيسى المسيح ونظره ليس البين ولا الصحيح وان ذلك الرب قد ضرج بالدماء وسقي الخل عوض الماء وأن اليهود قتلته مصلوبا وأدركته مطلوبا وقهرته مغلوبا وأنه جزع من الموت وخاف إلى سوى ذلك مما يناسب هذه الأقاويل السخاف فكيف يرجى من هؤلاء الكفرة من الخير مقدار الذرة أو يطمع منهم في جلب المنفعة أو دفع المضرة اللهم احفظ علينا العقل والدين واسلك بنا سبيل المهتدين .
ثم قال بعد كلام ما صورته كانت خزانة هذه الدار النصرية مشتملة على كل نفيسة من الياقوت ويتيمة من الجوهر وفريدة من الزمرد وثمينة من الفيروزج وعلى كل واق من الدروع وحام من العدة وماض من الأسلحة وفاخر من الآلة ونادر من الأمتعة فمن عقود فذة وسلوك جمة وأقراط تفضل على قرطي مارية نفاسة فائقة وحسنا رائقا ومن سيوف شواذ في الإبداع غرائب في الإعجاب منسوبات الصفائح في الطبع خالصات الحلى من التبر ومن دروع مقدرة السرد متلاحمة النسج واقية للناس في يوم