( ويندب عهدا بالمشقر فاللوى ... وأين اللوى منه وأين المشقر ) .
( تغير ذاك العهد بعدي وأهله ... ومن ذا على الأيام لا يتغير ) .
( وأقفر رسم الدار إلا بقية ... لسائلها عن مثل حالي تخبر ) .
( فلم تبق إلا زفرة إثر زفرة ... ضلوعي لها تنقد أو تتفطر ) .
( وإلا اشتياق لا يزال يهزني ... فلا غاية تدنو ولا هو يفتر ) .
( أقول لساري البرق في جنح ليلة ... كلانا بها قد بات يبكي ويسهر ) .
( تعرض مجتازا فكان مذكرا ... بعهد اللوى والشيء بالشيء يذكر ) .
( أتأوي لقلب مثل قلبك خافق ... ودمع سفوح مثل قطرك يقطر ) .
( وتحمل انفاسا كومضك نارها ... إذا رفعت تبدو لمن يتنور ) .
( يقر بعيني أن أعاين من نأى ... لما أبصرته منك عيناي تبصر ) .
( وأن يتراءاك الخليط الذين هم ... بقلبي وإن غابوا عن العين حضر ) .
( كفى حزنا أنا كأهل محصب ... بكل طريق قد نفرنا وننفر ) .
( وأن كلينا من مشوق وشائق ... بنار اغتراب في حشاه تسعر ) .
( ألا ليت شعري والأماني ضلة ... وقولي ألا يا ليت شعري تحير ) .
( هل النهر عقد للجزيرة مثلما ... عهدنا وهل حصباؤه وهي جوهر ) .
( وهل للصبا ذيل عليه تجره ... فيزور عنه موجه المتكسر ) .
( وتلك المغاني هل عليها طلاوة ... بما راق منها أو بما رق تسحر ) .
( ملاعب أفراس الصبابة والصبا ... تروح إليها تارة وتبكر ) .
( وقبلي ذاك النهر كانت معاهد ... بها العيش مطلول الخميلة أخضر ) .
( بحيث بياض الصبح أزرار جيبه ... تطيب وأردان النسيم تعطر ) .
( ليال بماء الورد ينضح ثوبها ... وطيب هواء فيه مسك وعنبر ) .
( وبالجبل الأدنى هناك خطى لنا ... إلى اللهو لا تكبو ولا تتعثر ) .
( جناب بأعلاه بهار ونرجس ... فأبيض مفتر الثنايا وأصفر ) .
( وموردنا في قلب قلت كمقلة ... حذارا علينا من قذى العين تستر )