( قد خلقوا الأيام طيب خلائق ... فثنت إليهم حمدها وثناءها ) .
( ينضون في طلب النفائس انفسا ... حبسوا على احرازها إمضاءها ) .
( وإذا انتضوا يوم الكريهة بيضهم ... أبصرت فيهم قطعها ومضاءها ) .
( لاعذر عند المكرمات لهم متى ... لم تستبن لعفاتهم عذراءها ) .
( قوم الأمير فمن يقوم بما لهم ... من صالحات أفحمت شعراءها ) .
( صفحا جميلا أيها الملك الرضى ... عن محكمات لم نطق إحصاءها ) .
( تقف القوافي دونهن حسيرة ... لا عيها تخفي ولا إعياءها ) .
( فلعل علياكم تسامح راجيا ... إصغاءها ومؤملا إغضاءها ) .
في رثاء طليطلة .
ومن ذلك قول بعضهم يندب طليطلة أعادها الله تعالى للإسلام .
( لثكلك كيف تبتسم الثغور ... سرورا بعدما سبيت ثغور ) .
( أما وأبي مصاب هد منه ... ثبير الدين فاتصل الثبور ) .
( لقد قصمت ظهور حين قالوا ... أمير الكافرين له ظهور ) .
( ترى في لدهر مسرورا بعيش ... مضى عنا لطيته السرور ) .
( أليس بها أبي النفس شهم ... يدير على الدوائر إذ تدور ) .
( لقد خضعت رقاب كن غلبا ... وزال عتوها ومضى النفور ) .
( وهان على عزيز القوم ذل ... وسامح في الحريم فتى غيور ) .
( طليطلة أباح الكفر منها ... حماها إن ذا نبأ كبير ) .
( فليس مثالها إيوان كسرى ... ولا منها الخورنق والسدير ) .
( محصنة محسنة بعيد ... تناولها ومطلبها عسير ) .
( ألم تك معقلا للدين صعبا ... فذلله كما شاء القدير ) .
( وأخرج أهلها منها جميعا ... فصاروا حيث شاء بهم مصير )