وأوفد عليه في هذه الرسالة كاتبه الشهير أبا عبدالله ابن الأبار القضاعي صاحب كتاب التكملة واعتاب الكتاب وغيرهما فقام بين يدي السلطان منشدا قصيدته السينية الفريدة التى فضحت من باراها وكبا دونها من جاراها وهي .
( أدرك بخيلك خيل الله أندلسا ... إن السبيل إلى منجاتها درسا ) .
( وهب لها من عزيز النصر ما التمست ... فلم يزل منك عز النصر ملتمسا ) .
( وحاش مما تعانيه حشاشتها ... فطالما ذاقت البلوى صباح مسا ) .
( يا للجزيرة أضحى أهلها جزرا ... للحادثات وأمسى جدها تعسا ) .
( في كل شارقة إلمام بائقة ... يعود مأتمها عند العدا عرسا ) .
( وكل غاربة اجحاف نائبة ... تثني الأمان حذارا والسرور أسى ) .
( تقاسم الروم لا نالت مقاسمهم ... إلا عقائلها المحجوبة الأنسا ) .
( وفي بلنسية منها وقرطبة ... ما ينسف النفس أو ما ينزف النفسا ) .
( مدائن حلها الإشراك مبتسما ... جذلان وارتحل الإيمان مبتئسا ) .
( وصيرتها العوادي العائثات بها ... يستوحش الطرف منها ضعف ما أنسا ) .
( فمن دساكر كانت دونها حرسا ... ومن كنائس كانت قبلها كنسا ) .
( يا للمساجد عادت للعدا بيعا ... وللنداء غدا أثناءها جرسا ) .
( لهفي عليها إلى استرجاع فائتها ... مدارسا للمثاني أصبحت درسا ) .
( وأربعا نمنمت أيدي الربيع لها ... ما شئت من خلع موشية وكسا ) .
( كانت حدائق للأحداق مونقة ... فصوح النضر من أدواحها وعسا ) .
( وحال ما حولها من منظر عجب ... يستجلس الركب أو يستركب الجلسا ) .
( سرعان ما عاث جيش الكفر واحربا ... عيث الدبا في مغانيها التي كبسا )