تطيلة وطرسونة .
وقال ابن اليسع أخذ العدو مدينة تطيلة وأختها طرسونة سنة أربع وعشرين وخمسمائة .
بلنسية والقنبيطور .
ولما صار أمر بلنسية إلى الفقيه القاضي أبي أحمد ابن جحاف قاضيها صيرها لأمير المسلمين يوسف بن تاشفين فحصره بها القادر بن ذي النون الذي مكن الأذفونش من طليطلة فهجم عليه القاضي في لمة من المرابطين وقتله ودفع ابن جحاف لما لم يعهد من تدبير السلطان ورجعت عنه طائفة الملثمين الذين كان يعتد بهم وجعل يستصرخ إلى أمير المسلمين فيبطىء عليه وفي أثناء ذلك أنهض يوسف بن أحمد بن هود صاحب سرقسطة ردريق الطاغية للاستيلاء على بلنسية فدخلها وعاهده القاضي ابن جحاف واشترط عليه إحضار ذخيرة كانت للقادر بن ذي النون فأقسم انها ليست عنده فاشترط عليه أنه إن وجدها عنده قتله فاتفق أنه وجدها عنده فأحرقه بالنار وعاث في بلنسية وفيها يقول ابن خفاجة حينئذ .
( عاثت بساحتك الظبا يادار ... ومحا محاسنك البلى والنار ) .
( فان تردد في جنابك ناظر ... طال اعتبار فيك واستعبار ) .
( أرض تقاذفت الخطوب بأهلها ... وتمخضت بخرابها الأقدار ) .
( كتبت يد الحدثان في عرصاتها ... لا أنت أنت ولا الديار ديار ) .
وكان استيلاء القنبيطور لعنه الله تعالى عليها سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وقيل في التي قبلها وبه جزم ابن الأبار قائلا فتم حصار القنبيطور إياها