السوأى من إلقائهم يومئذ بأيديهم إليه امور قبيحات الصور مؤذنات الصدور بأعجاز الغير .
( أمور لو تدبرها حكيم ... إذا لنهى وهيب ما استطاعا ) .
استرجاع بربشتر .
ثم قال ابن حيان فلما كان عقب جمادى الأولى سنة 457 شاع الخبر بقرطبة برجوع المسلمين إليها وذلك أن أحمد المقتدر بن هود المفرط فيها والمتهم على أهلها لانحرافهم إلى أخيه صمد لها مع إمداد لحليفه عباد وسعى لإصمات سوء المقالة عنه وقد كتب الله تعالى عليه منها ما لا يمحوه إلا عفوه فتأهب لقصد بربشتر في جموع من المسلمين فجالدوا الكفار بها جلادا ارتاب منه كل جبان وأعز الله سبحانه أهل الحفيظة والشجعان وحمي الوطيس بينهم إلى أن نصر الله تعالى اولياءه وخذل أعداءه وولوا الأدبار مقتحمين أبواب المدينة فاقتحمها المسلمون عليهم وملكوهم أجمعين إلا من فر من مكان الوقعة ولم يدخل المدينة فأجيل السيف في الكافرين واستؤصلوا أجمعين إلا من استرق من أصاغرهم وفدي من أعاظمهم وسبوا جميع من كان فيها من عيالهم وأبنائهم وملكوا المدينة بقدرة الخالق البارىء وأصيب على منحة النصر المتاح طائفة من حماة المسلمين الجادين في نصر الدين نحو الخمسين كتب الله تعالى شهادتهم وقتل فيه من أعداء الله الكافرين نحو ألف فارس وخمسة آلاف راجل فغسلها المسلمون من رجس الشرك وجلوها من صدا الإفك انتهى .
وليت طليطلة البائسة استرجعت كهذه ومع هذا فقد غلب العدو بعد على الكل والله سبحانه المرجو في الإدالة