مساجدنا او محفل من محافلنا مذكر لهم او داع فضلا عن نافر إليهم أو ماش لهم حتى كأنهم ليسوا منا او كأن بثقهم ليس بمفض إلينا وقد بخلنا عليهم بالدعاء بخلنا عليهم بالغناء عجائب فاتت التقدير وعرضت للتغيير ولله عاقبة الأمور وإليه المصير .
ولقد صدق C تعالى فإن البثق سرى إليهم جميعا كما ستراه ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال قبله إن بربشتر هذه تناسختها قرون المسلمين منذ ثلاثمائة وثلاث وستين سنة من عهد الفتوح الإسلامية بجزيرة الأندلس فرسخ فيها الإيمان وتدورس القرآن إلى أن طرق الناعي بها قرطبتنا صدر رمضان من العام فصك الأسماع وأطار الأفئدة وزلزل أرض الأندلس قاطبة وصير لكل شغلا يشغل الناس في التحدث به والتساؤل عنه والتصور لحلول مثله أياما لم يفارقوا فيها عادتهم من استبعاد الوجل والاغترار بالأمل والاستناد إلى امرأة الفرقة الهمل الذين هم منهم مابين فشل ووكل يصدونهم عن سواء السبيل ويلبسون عليهم وضوح الدليل ولم تزل آفة الناس منذ خلقوا في صنفين هم كالملح فيهم الأمراء والفقهاء بصلاحهم يصلحون وبفسادهم يفسدون فقد خص الله تعالى هذا القرن الذي نحن فيه من اعوجاج صنفيهم لدينا بما لا كفاية له ولا مخلص منه فالأمراء القاسطون قد نكبوا عن نهج الطريق ذيادا عن الجماعة وجريا إلى الفرقة والفقهاء أئمتهم صموت عنهم صدوف عما أكده الله تعالى عليهم من التبيين لهم قد أصبحوا ما بين آكل من حلوائهم وخابط في اهوائهم وبين مستشعر مخافتهم آخذ في التقية في صدقهم واولئك هم الأقلون فيهم فما القول في أرض فسد ملحها الذي هو المصلح لجميع أغذيتها وماهي إلا مشفية من بوارها ولقد طما العجب من أفعال هؤلاء الأمراء لم يكن عندهم لهذه الحادثة إلا الفزع لحفر الخنادق وتعلية الأسوار وشد الأركان وتوثيق البنيان كاشفين لعدوهم عن السوأة