واسترذلت ما عندي ثم قال لي لقد كثر هذا عندي حتى ما ألذ به ثم حلف بإلهه انه لو لم يكن عنده شيء من هذا ثم بذل له بأجمعه في ثمن تلك ما سخت بها يدي فهي ابنة صاحب المنزل وله حسب في قومه اصطفيتها لمزيد جمالها لولادتي حسبما كان قومها يصنعون بنسائنا نحن أيام دولتهم وقد رد لنا الكرة عليهم فصرنا فيما تراه وازيدك بأن تلك الخودة الناعمة وأشار إلى جارية اخرى قائمة ألى ناحية أخرى مغنية والدها التى كانت تشدو له على نشواته إلى أن أيقظناه من نوماته يافلانة يناديها بلكنته خذي عودك تغني زائرنا بشجوك قال فأخذت العود وقعدت تسويه وإني لأتأمل دمعها يقطر على خدها فتسارق العلج مسحه واندفعت تغني بشعر ما فهمته أنا فضلا عن العلج فصار من الغريب أن حث شربه هو عليه وأظهر الطرب منه فلما يئست مما عنده قمت منطلقا عنه وارتدت لتجارتي سواه واطلعت لكثرة مالدى القوم من السبي والمغنم على ما طال عجبي به فهذا فيه مقنع لمن تدبره وتذكر لمن تذكره .
قال ابن حيان قد أشفينا بشرح هذه الحادثة الفادحة مصائب جليلة مؤذنة بوشك القلعة طالما حذر أسلافنا لحاقها بما احتملوه عمن قبلهم من أثارة ولا شك عند ذوي الألباب أن ذلك مما دهانا من داء التقاطع وقد أمرنا بالتواصل والألفة فأصبحنا من استشعار ذلك والتمادي عليه على شفا جرف يؤدي إلى الهلكة لا محالة انتهى ببعض اختصار .
وذكر بعده كلاما في ذم اهل ذلك الزمان من أهل الأندلس وانهم يعللون أنفسهم بالباطل وان من أول الدلائل على جهلهم اغترارهم بزمانهم وبعدهم عن طاعة خالقهم ورفضهم وصية نبيهم وغفلتهم عن سد ثغورهم حتى أطل عدوهم الساعي لإطفاء نورهم يجوس من خلال ديارهم ويستقري بسائط بقاعهم ويقطع كل يوم طرفا ويبيد أمة ومن لدينا وحوالينا من أهل كلمتنا صموت عن ذكرهم لهاة عن بثهم ما إن سمع عندنا بمسجد من