على القفول إلى بلده تخير من بنات المسلمين الجواري الأبكار والثيبات ذوات الجمال ومن صبيانهم الحسان الوفا عدة حملهم معه ليهديهم إلى من فوقه وترك من رابطة خيله ببربشتر ألفا وخمسمائة ومن الرجالة ألفين انتهى .
قال ابن حيان واختم هذه الأخبار الموقظة لقلوب اولي الألباب بنادرة منها يكتفى باعتبارها عما سواها وهي أن بعض تجار اليهود جاء بربشتر بعد الحادثة ملتمسا فدية بنات بعض الوجوه ممن نجا من أهلها حصلن في سهم قومس من الرابطة فيها كان يعرفه قال فهديت إلى منزله فيها واستأذنت عليه فوجدته جالسا مكان رب الدار مستويا على فراشه رافلا في نفيس ثيابه والمجلس والسرير كما تخلفهما ربهما يوم محنته لم يغير شيئا من رياشهما وزينتهما ووصائفه مضمومات الشعور قائمات على رأسه ساعيات في خدمته فرحب بي وسألني عن قصدي فعرفته وجهه وأشرت الى وفور ما أبذله في بعض اللواتي على رأسه وفيهن كانت حاجتي فتبسم وقال بلسانه ما أسرع ما طمعت فيمن عرضناه لك أعرض عمن هنا وتعرض لمن شئت ممن صيرته لحصني من سبيي وأسراي أقاربك فيمن شئت منهن فقلت له اما الدخول إلى الحصن فلا رأي لي فيه وبقربك أنست وفي كنفك اطمأننت فسمني ببعض من هنا فإني أصير إلى رغبتك فقال وماعندك قلت العين الكثير الطيب والبز الرفيع الغريب فقال كأنك تشميني ما ليس عندي يامجة ينادي بعض اولئك الوصائف يريد يا بهجة فغيره بعجمته قومي فاعرضي عليه ما في الصندوق فقامت إليه وأقبلت ببدر الدنانير وأكياس الدراهم وأسفاط الحلى فكشف وجعل بين يدي العلج حتى كادت تواري شخصه ثم قال لها أدني إلينا من تلك التخوت فأدنت منه عدة من قطع الوشي والخز والديباج الفاخر مما حار له ناظري وبهت