قال ابن بسام وهكذا جرى لأهل طليطلة فإن العدو خذله الله تعالى استظهر عليهم وقتل جماهيرهم وكان من جملة ما غنمه الفرنج من أهلها لما خرجوا إليهم في ثياب الترفه ألف غفارة خارجا عما سواها .
بربشتر .
وقال ابن حيان وكان تغلب العدو خذله الله تعالى على بربشتر قصبة بلد برطانية وهي تقرب من سرقسطة سنة ست وخمسين وأربعمائة وذلك أن جيش الأردمليس نازلها وحاصرها وقصر يوسف بن سليمان بن هود في حمايتها ووكل أهلها إلى نفوسهم فأقام العدو عليها أربعين يوما ووقع فيما بين أهلها تنازع في القوت لقلته واتصل ذلك بالعدو فشدد القتال عليها والحصر لها حتى دخل المدينة الأولى في خمسة آلاف مدرع فدهش الناس وتحصنوا بالمدينة الداخلة وجرت بينهم حروب شديدة قتل فيها خمسمائة إفرنجي ثم اتفق أن القناة التى كان الماء يجري فيها من النهر إلى المدينة تحت الأرض في سرب موزون انهارت وفسدت ووقعت فيها صخرة عظيمة سدت السرب بأسره فانقطع الماء عن المدينة ويئس من بها من الحياة فلاذوا بطلب الأمان على أنفسهم خاصة دون مال وعيال فأعطاهم العدو الأمان فلما خرجوا نكث بهم وغدر وقتل الجميع إلا القائد ابن الطويل والقاضي ابن عيسى في نفر من الوجوه وحصل للعدو من الأموال والأمتعة ما لايحصى حتى إن الذي خص بعض مقدمي العدو لحصنه وهو قائد خيل رومة نحو ألف وخمسمائة جارية أبكارا ومن أوقار الأمتعة والحلى